حسن نصر الله
حسن نصر الله
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

ما هو الشعور الذي ينتاب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله وهو يبدد ويدمر أحلام اللبنانيين في الحصول على فرصة جديدة لإعادة الحياة إلى دورتهم الاقتصادية وعودة العافية إلى قطاعات الإنتاج والتطور في لبنان وعودة السياح والمغتربين إلى ربوعه. تبديد وتدمير أحلام اللبنانيين هي الهواية بالتخصص التي يجيدها حسن نصر الله بإتقان ما بعده اتقان، هي الأيام والأحداث تعيد إنتاج نفسها بالتفصيل الممل وإن لوحظت بعض الفروقات غير المؤثرة، فما حصل في العام 2006 يعيد إنتاج نفسه في العام 2017. في عام 2006 جلس نصر الله على طاولة الحوار الدائرية وحوله كل القيادات اللبنانية، جلس يبحث مصير سلاح حزبه فأطلق وعدا لكل الحاضرين أن لايصعد بالأمن على الحدود الجنوبية الكل صدقه، والكل بدأ يحلم بصيف مزدهر متألق ينشط الدورة الاقتصادية، وبين ليلة وضحاها الحرب اشتعلت، والبنية التحتية دمرت ويخرج نصر الله ليقول «لو كنت أعلم ما فعلت».


2017 ها هو نصر الله يعيد الكرة يتحدث عن الانتخابات الرئاسية ووصول الرئيس عون إلى الرئاسة على أنه بوابة الأمان والاطمئنان، وما أن انطلق العهد ساعيا لترميم ما أفسد، إن على صعيد العلاقات مع المحيط العربي أو على صعيد الاقتصاد والحلم مجددا بصيف يعيد الحياة إلى الاقتصاد ودورة الإنتاج، حتى يطل نصر الله مجددا مهددا متوعدا بحرب جديدة ربما يعتقد أن البنية التحتية للبنان باتت بحاجة للتدمير والاستبدال! هي أحلام اللبنانيين ترمى في سلة المهملات، هو التوق إلى الأمان يصبح مستحيلا للطالب في مدرسته وللعامل في معمله وللتاجر في متجره، هو الإمعان في تهجير الناس. لا بل هي سياسة تطهير للبنان من الكفاءات والأحلام المشروعة لصالح الأوهام والمشاريع المشبوهة. هم يريدون أن يصبح لبنان بلدا مستحيلا للعيش فيه. نصر الله يبدد أحلام اللبنانيين خدمة لمشروع فارس الذي بدأ يتلمس رقبته في العراق وسورية واليمن، هو صراع بين ثقافة الحياة وثقافة الموت في لبنان، لكنه صراع بين طرف يملك السلاح والإرهاب وطرف لايملك سوى الرغبة بالحياة والسلام.