-A +A
سعيد السريحي
أمين جدة تهرب من الإجابة على سؤال صحفي يتعلق باستعداد الأمانة لاستقبال المطر وهل جدة باتت مهيأة لاستقبال كميات كبيرة من مياه الأمطار، ذلك ما ذكرته صحيفة المدينة يوم أمس ورصده مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي للأمين وهو يشكر الصحفيين المحيطين به ويتوجه مسرعا إلى سيارته.

وصمت الأمين عن الإجابة صمتٌ حمال لأوجه لعل أجملها، لو أحسنا الظن، أنه أراد أن يقول انتظروا المطر لتروا بأنفسكم مدى استعدادنا ومدى كفاءة جدة في التعامل مع كميات الأمطار الغزيرة، وهو بذلك كأنما يكرر قول بعض السلف بشيء من التحوير: أنتم بحاجة إلى أمين فعّال أكثر من حاجتكم إلى أمين قوّال، ولو كان ذلك كذلك لتمنينا أن يحذو كل المسؤولين حذوه، فالناس لم يسأموا من شيء كما سئموا من وعود لا تتحقق وخطط على الورق وبرامج لا ينجز منها غير ما تشكله من مادة خصبة لتصريحات رنانة.


غير أن لصمت الأمين عن الإجابة وتهربه من السؤال وجهاً آخر، وجهاً لا يقف خلفه سوء الظن وإنما نتاج تجارب سابقة أقام خلالها أمناء تعاقبوا على أمانة جدة في تصريحاتهم سدودا للسيول ومسارب لتصريف المياه ونام المواطنون مطمئنين إلى سدود التصريحات وتصريف الوعود كي يستيقظوا على مياه السيول تداهم بيوتهم وعلى سياراتهم تغرق تحت الجسور وفي الأنفاق.

سماء جدة لا تزال ملبدة بالغيوم واحتمالات سقوط الأمطار بغزارة واردة، والمطر وحده كفيل بتفسير صمت الأمين وتحديد أي الاحتمالين يقف وراء رفضه الإجابة على مدى استعداد الأمانة وكفاءة جدة.