-A +A
هيلة المشوح
أصبحنا نتعامل مع الإرهاب بحرفية عالية و«غير مسبوقة» فبعد أن كنا نضع أيدينا على قلوبنا ترقباً لأي عملية إرهابية مفاجئة، أصبحنا نضع أيدينا على مكامن الإرهاب ونفهم دهاليزه فبات رجال أمننا غاية في التكتيك والدقة والتحري حتى تمكنوا من إحباط العمليات قبل حدوثها، لا بل وتفكيكها في مهدها بمداهمات وعمليات أمنية مبهرة.

عندما ألقت وزارة الداخلية القبض على خلية إرهابية تضم 18 داعشيا الأسبوع الماضي في عملية تضاف إلى مفاخر إنجازات أمننا وأشادت بها أقلام الشرفاء والوطنيين، خرجت علينا في مواقع التواصل حسابات متعاطفة مع هذه الخلية وهذا ليس بغريب ففي كل عملية نواجه نفس المعضلة ونفس الأفاعي التي لا تخرج من جحورها إلا عندما يسخن الحدث وتشعر بالإحباط والقهر على فقد عضو في تنظيم أو القبض على آخر، ومن ناحية آخرى وحين نكتب عن أي إنجاز يقابلنا البعض بالهجوم بطرق ملتوية دفاعاً عن هؤلاء الإرهابيين وأتذكر هنا عدة تغريدات كتبتها عن الإرهابي (عبدالله العضيبي) وهو معلم في ثانوية ولديه أنشطة في حلقات التحفيظ ويصفونه بـ«المربي الفاضل» حينها ازدحم حسابي بالردود الساخطة بدفاع غير مباشر عن الداعشي كالدفاع عن حلقات التحفيظ أو المخيمات الدعوية إلخ، وهنا يجب أن نعي الخطر الكامن بين جنبات هذا المجتمع فهناك شريحة لا يستهان بها تؤيد الإرهاب وتتعاطف معه وقد تكون تموله أو تدعمه ولديها الاستعداد التام لنسف مجتمع بأكمله من أجل نصرة فئة مفخخة بالكراهية والإجرام.


في المقابل.. هناك ما يثلج الصدر في مجتمعنا الوفي فما نراه من إنجازات أمنية متتالية الفضل يعود فيها إلى وزير الداخلية ورجاله الشرفاء، وأيضاً للأوفياء من المواطنين المتيقظين لكل سكنات الإرهابيين وتحركاتهم داخل الأحياء وخارج المدن والتبليغ عن أي حالة مشبوهة أو مثار شك.

لنتعاون جميعاً في حماية هذا الوطن بدءا من بيوتنا وتحصينها من كل ثغرة ومنفذ للتطرف فالتربية المعتدلة هي الحاجز القوي بيننا وبين الغلو المؤدي للإرهاب لتكون أرض المملكة العربية السعودية محرقة للدواعش وفخا لهلاكهم كما كانت مهلكة للقاعدة وإرهابييها قبلهم.