-A +A
حسين الشريف
al_sharef4@

• في الوقت الذي هنأنا أنفسنا، ورتبنا أوراقنا واستحضرنا أفكارنا وأعدينا العدة لرؤية هيكلة إدارية جديدة تعيد الأمور المبعثرة إلى نصابها الصحيح داخل دهاليز اتحاد الكرة، لعلها تحيي الأمل بمشاهدة عصر ذهبي جديد.


• كنا ننتظر ونترقب حضورا مختلفا مميزا لسعادة الرئيس يواكب به ما جاء في حملته الانتخابية من برامج مميزة عشنا معها أحلاما وردية وعد بتنفيذها خلال ترؤسه للاتحاد ليصلح به ما أفسده السابقون -على حد تعبيره- مهما كانت تلك المفاسد والمعوقات.

• إلا أن عادل عزت فاجأنا بظهور مختلف عما كان عليه في حملته الانتخابية، ظهر بحفنة من الاتهامات الصاخبة التي وزعها في كل اتجاه بحثاً عن مخرج من الأزمة المالية المفتعلة التي تواجهه في أول مشواره رئيسا للاتحاد، رغم كل تلك المؤشرات الإيجابية السابقة التي أكدت وجود إيرادات تركها اتحاد عيد تجاوزت 40 مليون ريال.

• اتهامات عزت لاتحاد عيد لم تكن مجرد طرح إعلامي شفاف ولم تكن وجهة نظر قابلة للنقاش، وإنما هي اتهامات خطيرة وطعن صريح في الذمم تستوجب التوقف عندها لمعرفة الحقيقة الغائبة بغض النظر عمن سيدفع ثمن تلك الشفافية التي تحدث بها عادل عزت، فمصلحة رياضة الوطن فوق كل اعتبار.

• وحتى لا نكون منساقين في رأينا أو منحازين لأحد الطرفين، فإننا نستعرض ما فهمناه من النزاع المالي بين اتحاد عزت واتحاد عيد، بعيدا عن التدخلات التي عادة ما تكون حاضرة في مثل هذه القضايا لتنتهي بقيدها ضد مجهول.

• وعندما نستقرئ الموقف من خلال اتهامات عزت ورغم قلة خبرته في الإدارة الرياضية، إلا أنه كان يستند في حديثه «الصاخب» إلى أمرين مهمين:

• الأول: الخبرة الاقتصادية التي تتمثل في عبدالإله مؤمنة عضو مجلس إدارته، ما يجعلنا نزيد من حجم المخاوف على اعتبار أن مؤمنة لا يمكن أن يغامر بسمعته وخبرته الاقتصادية في مثل هذه القضية دون أن يدرك أبعادها.

الأمر الآخر: يتمثل في عادل البطي الذي لن يقبل خوض معركة خاسرة، وهو ذلك الرجل الذي عرف طوال مسيرته الرياضية بحرصه الشديد على استمرارية العلاقات الطيبة، لذا اتهامات عزت لم تأت من فراغ وإنما جاءت بدعم مالي وإداري يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وإذا كان عزت محقا فيجب محاسبة المقصرين.

• وفي المقابل فإن من يعرف أحمد عيد ويعرف أخلاقياته الرياضية والإدارية وأيضا الإنسانية يدرك تماما أنه لن يسمح بالمساس بسمعة اتحاد الكرة.. كيف لا وهو من أشد المخلصين لرياضة الوطن، كما أن المسؤول المالي بالاتحاد السابق عدنان المعيبد يعد واحدا من أمهر الإداريين ويدرك حجم العمل المالي ولكن لا يمنع أن يكون لهما رد «معلن» يفند به كل الاتهامات بعدما رمى عزت الكرة في ملعبهم، فإذا نجح (عيد والمعيبد) في الرد على الاتهامات فإن من حقهما المطالبة برد اعتبارهما من الاتهامات المسيئة لسمعتهما.

بالتالي نحن أمام قضية يجب عدم التهاون بها، ولا بد أن تأخذ مسارها القانوني الصحيح حفاظا على سمعة ومكانة الكرة السعودية، فالسكوت على ذلك يفتح المجال أمام ما هو أعظم وأشر فالمسألة ليست لعب عيال... يا سادة.