-A +A
عبدالرحمن اللاحم
@allahim

لا أعلم سبب انزعاج البعض من أن يروا مجموعة من الناس يجتمعون ليمارسوا طقوسا طبيعية من الترفيه وهي ذات الطقوس التي يمارسها كافة البشر في هذا العالم، حيث مازال مجموعة من المتشددين يشنون الحملات المنظمة ضد هيئة الترفيه بسبب برامجها الترفيهية الاختيارية، والتي لم تلزم بها أحدا من الناس وإنما أعلنتها للجميع فمن شاء أن يحضر تلك الفعاليات فالأبواب مشرعة ومن أراد أن يمكث في بيته ويتابع قناة بداية وأخواتها بما فيها الشيلات وخلطات التقشير فلن يرغمه أحد على الخروج من منزله، أو يسوقه إلى تلك الفعاليات بالقوة الجبرية، هذه هي المعادلة بكل بساطة التي لم يفهمها ولا يريد أن يفهمها الإخوة المتشددون في المملكة، فلا أحد يعلم سر عداوتهم لكل ما له علاقة بالسعادة والفرحة والبهجة، وما هو سر تعلقهم بالكآبة وكل ما له صلة بها، ومحاولة فرضه بالقوة على الناس، وتوشيح المجتمع بالسواد.


لأول مرة في المملكة يحس الناس بذائقة الفن والجمال في بلادهم دون حاجتهم إلى الذهاب خارج حدود الوطن، ولأول مرة تقام فعالية فنية ذات ذائقة عالية والتي قطعا سيكون لها الأثر في المستقبل على الأجيال الشابة وستواجه ثقافة الموت التي يحاول بعض من الغلاة أن ينشروها بين فئات الشباب، ومن المفيد أيضا أن يكون هناك تعاون بين هيئة الترفيه ووزارة التعليم لترسيخ قيمة الفن والموسيقى والجمال داخل المدارس ويكون لها أنشطة على مسارحها حتى لا يكون هناك مجالٌ لبعض المشرفين على البرامج الاجتماعية في المدارس من الانحراف بعقول الشباب وغسل أدمغتهم من خلال برامج موجهة وذات خطاب متطرف، وحتى لا تعود الممارسات التي كانت منتشرة في بعض المدارس عندما كانوا يشحنون الطلاب إلى المقابر وأماكن تغسيل الموتى كأحد الأنشطة اللاصفية والتي كانت تمارس على نطاق واسع دون حسيب أو رقيب.

لقد صحونا من تلك الغفوة ومن المهم أن نحصن أطفالنا وشبابنا من أن يعودوا لها من جديد وذلك لن يكون إلا بالانفتاح على الفنون بكافة أشكالها وأن نغرس فيهم ثقافة الحياة، وأن نطرد من أذهانهم ثقافة الموت.