-A +A
بسمة إبراهيم السبيت
المتأمل في حال قنوات التواصل يجد أنها تعج بـ«معلمي النكتة»، سواء كان ذلك في سناب شات أو تويتر أو انستغرام، لكل منها زعيم متفرد فيها، يبث إلينا إحباطاته وهمومه أو خيباته في قالب كوميدي، فهو مبدع في التهريج وخلق النكت المبطنة بالكثير من «الحلطمة» أي كثرة التذمر، على كل شيء يصادفه في حياته، فهو قادر على أن يصنع من عجزه نكتة، يبدع هؤلاء الأشخاص في الترويح عنا والتخفيف عن كومة الهموم المتراكمة في داخل نفوسنا ولكن السؤال:

إلى أين نسير؟ وإلى أين سنصل؟


تلك القنوات كشفت لنا الستار عن الخفايا المؤلمة لبعض أفراد المجتمع، والذين قاموا بالتنفيس عنها، وتجسيدها في صورة نكتة عابرة أو مشهد سريع وساخر يبين كمية الفشل والسطحية التي وصلوا إليها، ونحن نصفق لهم ونعيد إرسال وتداول تلك المقاطع مع غيرنا. وبعد مدة من إدمان تداولها، ستلحظ أنك في غاية الارتباك، تحمل قناعات غريبة لم تكن تحملها في السابق، تجد نفسك تسخط وتتذمر لا شعوريا، وستجد أن أجمل خصالك تذوب وتتلاشى منك، دون أن تعلم سببا لهذا التغيير الطارئ عليك، وعندما تتبع خيوط ذلك الشعور تتضح لك المشكلة.

ومن هنا وجب علينا جميعا التصدي لمثل هذه الظواهر التي تزلزل قيم وثوابت المجتمع وتعكس هذه الصورة السلبية عن أفراده، ويجب علينا أيضا أن نرفع مستوى الوعي لكافة مرتادي قنوات التواصل التي يختلط فيها الجيد بالرديء، حتى نجعل منها منابر لتنوير وتنمية أفراد المجتمع بدلاً من التدمير.

وختاماً عزيزي القارئ.. احفظ نفسك واحفظ حياتك منهم، فإدمان متابعة التهريج ونشر مقاطعه، سيجعل منك إنساناً فارغاً بلا قيمة ولا هدف، لأن تلك المشاهد ستجعلك متبلدا شئت أم أبيت.

BasmahES1@