-A +A
عبدالله عمر خياط
.. قرأت قليلاً وكثيراً من المؤلفات التي رصد مؤلفوها الكثير من أخبار مكة المكرمة يوم كانت الغالبية من أبناء جيلنا لا يتركون أي كتاب يصل إلى أيديهم عن طريق المكتبات سواء بشرائه أو استعارته من أصدقائهم لقراءته صفحة صفحة من الغلاف إلى الغلاف حيث لم تكن الهموم تشغلهم أو التلفزيون أو النت وما أدراكم ما «النت».

.. أي نعم آخر ما قرأت في الزمن الجميل هو كتاب: «تاريخ مكة - دراسة في السياسة والعلم والاجتماع والعمران» للأستاذ الكبير بحق وحقيق أحمد السباعي –رحمه الله-.


نعم اطلعت على القليل والكثير من المؤلفات عن مكة المكرمة ومع تقديري لكل مؤلف.. ومع ذلك لم أطلع على كتاب بمثل كتابنا الذي سنستعرضه اليوم ألا وهو كتاب: (وثائق مكية: 1044هـ-1375هـ) لمؤلفه الأستاذ حسام بن عبدالعزيز مكاوي ويقع في 580 صفحة من الحجم الكبير، من إصدارات مركز تاريخ مكة المكرمة.

وفي المقدمة يقول المؤلف: «عندما بدأت في تحقيق كتاب (النخبة السنية في الحوادث المكية) للشيخ أحمد أمين بيت المال، سنة 1425هـ، كنت محتاجاً للتواصل مع كثير من الأسر المكية، علَّي أحظى بتوثيق شفوي لبعض الأحداث التاريخية أو الاجتماعية التي أوردها مؤلف الكتاب، خصوصاً أن الكتاب في مجمله تدوين لحوادث مكة المكرمة اليومية كما شاهدها المؤلف، أي: إن مؤلفه لم يرجع في كتابه إلى أي مرجع يمكنني من ربط مكياته أو مقارنتها بما ورد عند غيره، كما أن مؤلفه خرج عن المألوف لدى معاصريه بتدوينه كثيراً من حوادث المجتمع المكي، من زيجات ومواليد، ووفيات، واحتفالات، ورحلات».

ويضيف: «وقد بدأت في التواصل مع هذه الأسر على أمل أن أحظى لديها بجزء من التاريخ الشفوي الذي اختزنته ذاكرة الأجيال المتعاقبة، وفي هذه الزيارات كان بعضهم يطلعني على بعض الوثائق أو المقتنيات الخاصة بالأسرة، كشواهد حية، ومعضدة للروايات التاريخية التي اعتمدت عليها كثيراً في تحقيق الكتاب.

ولابد لي من الإشارة إلى أنني لم أتمكن من عرض أصول بعض الوثائق الواردة في الكتاب، وهي قريبة من إحدى عشرة وثيقة، إما لكبر حجمها وإما لأن أصحابها أعادوا طباعتها حديثاً مع الاحتفاظ بسماتها الأصلية لظروف خاصة، علماً بأنني قد بينت في فهرس الوثائق مكان وجودها، مما يمكن الباحثين من الرجوع إليها، أنَّي، ومتى شاؤوا».

عمل رائع وجهد مشكور للمؤلف ولمن أعانه ببعض المعلومات التي ذكرها.

السطر الأخير:

التاريخ إحياء لذكرى من قبلنا، والعبرة فيه عبرة لمن يعتبر.

aokhayat@yahoo.com