مصطفى عتودي
مصطفى عتودي
-A +A
مصطفى عتودي
السؤال المُتداول بين أغلب المواطنين هذه الأيام، بل يكاد يكون القاسم المشترك: أين تصريف مياه الأمطار؟!؛ إذ إن الكثير شاهد ما حدث في عسير وغيرها من مناطق ومدن المملكة من سيول جارفة أتلفت الممتلكات، وتسببت في أضرار كبيرة وخسائر فادحة. هذا السؤال البسيط المكون من أربع كلمات يتفنّن أُمناء المدن ورؤساء البلديات في الإجابة عليه في وقت الرخاء وبالأسلوب البروتوكولي الرسمي البحت وبنبرة الصوت الثقيل مع التنحنح والتحريك الأكتاف: «نعم نعم.. نحن نفذنا مشاريع كذا وكذا».. تصريحات تُطلق في الهواء، لا نعلم بماذا ستعود علينا؟! وبهذه الشعارات الرنّانة تشُعر كأنك تقف أمام مشروع عملاق وعالمي، وبالأسلوب المُبهرج يُقنعك المسؤول أنه يجري تنفيذه وبالشكل المطلوب. ويزيدُك إقناعا بالحديث المُنمّق وسلاسته بأنه وفق خُطط مُحكمة تم من خلالها تحديد الأهداف ووضع الأولويات ضمن أُسس ومنهجية تخطيطية مدروسة، وعند الفراغ منه يُرفع عنه الستار، ويطلع كله «أُخْرُطِي»! مع أول زخة مطر. تعاقدات مع مقاولين -مُتلاعبين- ومُناقصات وترسية مشاريع وانتخابات بلدية واجتماعات دورية ومنشورات على مواقع التواصل.. إلخ، ودوران عجلة ضخمة من الأحداث داخل هذا الميدان كل هذا لأجل تصريف مياه الأمطار، ولكن في النهاية تكون النتائج كما هي ماثلة الآن من تعرية لهذه المشاريع. ولكن حين يأتي «المطر» يذوب الثلج ويبين المرج؛ أو بالأصح «يَسيل السيل ويبين التصريف»، وعند وقوع الكارثة يخرج المسؤول ويتحدث عن الوضع أنه نتيجة تراكمات أخطاء للإدارات السابقة ويُحمّل من كان قبله ويَعد بتصحيح الوضع وتقويم الموجّ، وتكون هذه الوعود كلها «هراء»؛ حينها يتهرب المسؤول من جواب عن السؤال البسيط: أين تصريف مياه الأمطار؟.

mye-1992@hotmail.com