-A +A
شذى الحسيكي (جدة)
شذى الحسيكي (جدة)

Shaza_alh@


بعضنا ينجح بذكائه، وبعضنا ينجح بغباء الآخرين «لابرويير»، هذه المقولة سيدوي صداها كلما ظهر لنا ناجح استغل غباء الآخرين، ورصفه جسراً ليصل إلى مبتغاه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت سببا لوصول الكثير من سفهاء العقول إلى عالم الشهرة، وصنع قاعدة جماهيرية كبيرة تخطت حاجز المليون مشاهدة لأي مقطع فيديو في غضون أسبوع.

وفي الضفة الأخرى، لا تزال المحاولات مستمرة لصناعة مساحات حرة للكثير من النوابغ والمفكرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن معدل المشاهدات لمقاطع الفيديو كانت أقل من 30 ألف مشاهدة خلال عامين، ما يتبادر إلى أذهاننا ما قاله خبير التنمية البشرية الراحل إبراهيم الفقي: «إن الجيوب الفارغة لم تمنع أحدا من إدراك النجاح بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك».

وتؤكد سارة الحمدان (طالبة جامعية) أن غالبية مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف مسمياتها، امتلأت بالمشاهير كغثاء السيل، «لم يقدموا لنا سوى التهريج والضحك، وإضاعة الوقت دون أن ندرك قيمته، فيما هم يُحققون دخلاً مادياً على أعلى نسبة مشاهدات».

وتضيف: من الغريب أننا نراهم في كل مكان كضيوف شرف يتم تكريمهم، والتصفيق لهم بحرارة، ما يجعلني أتساءل حقاً على ماذا يتم تكريمهم؟ وما الإنجاز الذي قدموه للوطن؟

وتشير ميعاد الصبحي (طالبة جامعية) إلى أن غياب المفكرين والنوابغ، ترَك مساحات فارغة، استغلها السفهاء، وصنعوا منا متابعين ومقلدين لأي فكرة يتم تقديمها، والمحزن وجود فئات منهم لا تخجل من استخدام الألفاظ النابية أمام الملأ دون حياء ديني أو اجتماعي، لمجرد جذب الإعجابات وزيادة نسب المشاهدة.