ترمب وكبير الإستراتيجيين ستيف بانون في البيت الأبيض. (أ. ف. ب)
ترمب وكبير الإستراتيجيين ستيف بانون في البيت الأبيض. (أ. ف. ب)
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

«ترمب والشعبوية اليمينية الأمريكية» هو مثار النقاش في أروقة «الإنتليجنسيا العالمية، والأمريكية» في مرحلة ما بعد 20 يناير، الذي تغيرت فيه جلدة الولايات المتحدة الأمريكية، وغيّرت بوصلة العالم سياسيا وأمنيا وإستراتيجيا.


ترمب الشعبوي اليميني يقود أمريكا لأربع سنوات، ويدفن حكم النخبة السابق، ويعيد أصحاب الأعناق الحمراء لحكم البيت الأبيض.

وإذا اعتبرنا أن لكل حقبة أمريكية منظريها، وإذا اعتبرنا أن جون بولتون هو مهندس حقبة المحافظين الجمهوريين الجدد، إبان حكم بوش الابن، فإن ستيف بانون، كبير الإستراتيجيين للرئيس ترمب، يعتبر العقل المنظر للفكر اليميني الشعبوي في البيت الأبيض الجديد، والذي أحدث تغييرا في العقيدة السياسية الأمريكية لتصبح الشعبوية هي صاحبة الحكم في أمريكا، التي كانت يوما ما بلدا تلاقي الثقافات والتسامح. بانون أصبح المسيطر في «الأوفال هاوس» على الملفات الساخنة في المنطقة والعالم، وهو الذي أعد خطاب التنصيب لترمب والذي كافأه، بتعيينه عضوا في مجلس الأمن القومي في قرار استثنائي غير مسبوق.

بانون اليميني حتى النخاع، يعرف بأنه قارئ نهم، وصاحب ذكاء خارق ويحرص على عدم الظهور في الإعلام، ويعتبر الإسلام السياسي وإيران هما العدوان لأمريكا. ولم يرق للديموقراطيين تعيينه في منصب مرموق في البيت الأبيض، وأثار التعيين شعورا بالذهول لديهم، إذ استشهدوا بالمقالات النارية التي نشرت في موقع «بريتبارت» اليميني المثير للجدل باعتباره أحد أبرز دعاة حركة «اليمين البديل»، التي تعتنق الأفكار القومية وتؤمن بتفوق العرق الأبيض وتزدري الطبقة السياسية الحاكمة. ويقال إن بانون الذي أصبح المنظر الأساسي للفكر الترمبي الجديد، بعد أن لعب دورا إستراتيجيا في بلورة أفكار ترمب وشعاراته الشعبوية خلال الحملة الانتخابية، هو أول شخص يدخل البيت الأبيض وآخر شخص يخرج منه. بدايات بانون كانت من مصرف الأعمال غولدمان ساكس في الثمانينات، وتخرج من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عام 1977، وتحصل من جامعة جورج تاون في واشنطن على الماجستير في دراسات الأمن القومي، كما درس في كلية الأعمال الإدارية بهارفارد العريقة.

وتجمع المصادر أن بانون له توجهات وعقيدة يمينية متكاملة مع حركات اليمين الأوروبية، ويمتلك بانون شبكة إعلامية واسعة وموارد كبيرة جدا يوظفها لخدمة الأيديولوجية التي يؤمن بها. فتش عن ستيف بانون في إيران.. وفي كل مكان خاصة أروقة ودهاليز «الأوفال هاوس» و«ماكلين» و«البنتاغون سيتي» و«ستيت ديبارتمنت» هكذا تتحدث «الإنتلجينسيا» عن بانون الذي أصبح الرقم الصعب في البيت الأبيض.