-A +A
محمد أحمد الحساني
يميل بعض الناس في أحاديثهم إلى المبالغات خاصة إذا ما أرادوا إقناع بعض من حولهم بأنهم يمتلكون قدرات تؤهلهم للقيام بمهام جليلة مثل الشراكة التجارية مع رجال أعمال سبقوهم في المجال نفسه أو تولي وظائف مرموقة وهم يظنون أن مبالغاتهم سوف توصلهم إلى أهدافهم مع أنها قد تحول بينهم وبين ما يشتهون لأن من يستمعون إليهم يطبقون عليهم المثل القائل «الكلام ما عليه جمرك» وهم يستمعون إليهم على سبيل التسلية وإمضاء الوقت، أما إذا ما جد الجد فإنهم يورون المجنون قرصه حتى يعقل! مثل هذه المبالغات تذكرني بما جرى في بعض انتخابات المجالس البلدية لاختيار نصف الأعضاء بالانتخاب والنصف الآخر بالتعيين، فقد حمي وطيس المنافسة وأخذ كل «مرشح» يعد ناخبيه بالمن والسلوى والكثير من الحلوى حتى بالغ أحدهم في وعوده ذات مرة فصرح أنه إذا ما انتخب عضو مجلس في محافظته فإنه سوف يوفر سكناً لكل مواطن.. ولم يحدد إن كان وعده شمل جميع مواطني المملكة أم أنه يعني من ولد منهم على أرض تلك المحافظة فقط لا غير، فإن كان يعني أن مكرمته الإسكانية سوف تشمل جميع مواطني المملكة فإنه سيكون قد بزَّ وزارة الإسكان ولكن الله سلم فلم يُنتخب أخونا وترك الأمر لوزارة الإسكان التي ما زالت تسعى للحصول على المزيد من الأراضي الصالحة لمشاريع الإسكان ولعلها تفلح ذات يوم!

ومن المبالغين من يكتبون أو يتحدثون بأريحية من أعمال الخير والبر، فإن جربوا ليشركوا في عمل من تلك الأعمال هربوا ولا ذوا بالفرار، لأنهم ينطبق عليهم قول الله عز من قائل: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»!


وهناك من المتبرعين من لا يتبرع بسخاء إلا في الزفة وتحت الأضواء، فإن طُرق بابه وهو بعيد عن الأنظار قال للسائل: أقلب وجهك؟!