بندر
بندر
-A +A
بندر السالم
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي أخيرا، حرباً شرسة حول برامج هيئة الترفيه الأخيرة فما بين مؤيد لها مدافع عنها يراها هادفة تسعى لتسلية الناس وإسعادهم، وفيها دليل على رقيّ المجتمع وتقدّمه الحضاري، وأنها سبب في انتشال الشباب من براثن التطرّف والغلو الناتج عن الفراغ، يرى الطرف الثاني فيها برامج إفساد وتغريب وهدم للقيم والأخلاق والثوابت الإسلامية وأنها تدفع الناس لارتكاب المعاصي والمنكرات. ولو أن الأمر اقتصر على الاكتفاء بوجهات النظر والآراء الشخصية لهان، ولقلنا إنها حرية شخصية فلكل إنسان الحق في أن ينظر للأمور بأي منظور يعتقده شريطة ألا يلزم الآخرين بمنظوره، ولكن الأمر وكعادة مجتمعنا في التعاطي مع الأمور الخلافية أخذ منحى خطيرا فالمؤيد يرى في المخالف مثالا للرجعية والتخلّف، وأنه من أسباب تعطيل نهضة المجتمع، بينما المعارض لها يرى أن المؤيد متأثر بأفكار الغرب ويسعى لمحاربة الفضيلة.

والمؤسف أن الفريقين لم يناقشا برامج الهيئة نقاشا مجردا من الأهواء لكي يساهما في تقويم هذه البرامج وتطويرها، فلم نجد من يتحدث عن ربط التعليم بالترفيه عن طريق التعاون بين الهيئة ووزارة التعليم لنخرج ببرامج ترفيهية تساعد في زيادة الوعي العلمي للمجتمع، كذلك لم نجد من يتحدث عن تطوير برامج الهيئة للحصول على برامج ترفيهية ذات طابع خاص يلائم مجتمعنا ويعزّز قيمنا ويرفع من مستوى الانتماء الوطني ليساهم في توثيق اللحمة الوطنية ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله كما يعكس للعالم الصورة الحقيقية عنّا بدلا من الصورة المغلوطة التي يروّج لها أعداؤنا.