محمد الغامدي
محمد الغامدي
-A +A
د. محمد الغامدي *
يؤكد الطب أن ثمة علاقة طردية تربط الدرن بالإيدز، فكلما زادت حالات نقص المناعة، تضاعفت إصابات الدرن، والتوصيات العلمية عالميا تؤكد على ضرورة إجراء فحص الإيدز لجميع مرضى الدرن، وتواجه منطقة مكة المكرمة وتحديدا العاصمة المقدسة وجدة، تحديات طبية ووقائية للحد من انتشار الدرن بجميع أشكاله، وتطويق مرض نقص المناعة المكتسبة، ويكمن التحدي هنا في محاولة حصار المرض والكشف على المخالطين وعلاجهم، وهناك الكثير من الجهود التي تبذل للحد من زيادة الحالات، ولكن للأسف هناك تحد من نوع آخر، وهو البحث عن المجهول وأقصد بذلك مخالفي الإقامة الذين يندسون في مختلف الأماكن، ويكونون في كثير من الأحيان عاملا رئيسيا في انتشار الكثير من العدوى ولاسيما نقص المناعة والدرن، والمشكلة الحقيقية تكمن في أنهم غير نظاميين وليس هناك سبيل واضح لتشخيصهم أو علاجهم، ويجب علينا كأطباء متخصصين في مجال مكافحة العدوى أن نضع أيدينا على مصادر العدوى وبالتالي إيجاد الحلول.

وأعرض هنا أحد أهم مصادر العدوى والتي قد تخفى عن المواطن، ويدعوه الفضول إلى التعامل أو إيواء بعض المخالفين لغرض العمل أو غيره، وأتناول الأمر هنا من ناحية طبية وعلمية بحتة، وليس هنا مجال التطرق إلى الأنظمة أو الإجراءات القانونية، الطب يؤكد أن مريض الإيدز الذي لا ينتظم على الأدوية ولا يمارس السلوك المجتمعي الصحيح هو بلا شك قنبلة موقوتة لنشر العدوى، كما يؤكد أن عدم تناول أدوية الدرن بانتظام والمتابعة يؤدي إلى انتشار الدرن وظهور سلالات مقاومة.


والواقع يبين أن المخالفين بسبب تخلفهم وبعدهم عن الأضواء لا يتمكنون من تناول الأدوية المناسبة والاستمرار عليها، لذا هم سبب رئيسي لنشر الأمراض المعدية، ولاشك أن الإجراءات القانونية التي تنفذها الدولة تصب في مصلحة المواطن من الناحية الصحية، وقد يتساءل القارئ لماذا تطرقت إلى هذا الموضوع بالذات؟ أولا لأن دور المواطن مهم في الوعي وتجنب عوامل العدوى وطرق انتقالها، ثانيا، لأن نسبة العدوى الدرنية ونقص المناعة في تزايد ويجب وضع حد لها.

يجب مساعدة الجهات الرسمية وعدم التعامل مع المجهولين، فهناك مسؤولية طبية ووقائية، إضافة إلى المسؤولية المجتمعية.

لا أنفي أن هناك أسبابا كثيرة لانتشار العدوى غير ما ذكرت، وتتعلق تحديدا بالوعي وعدم اتباع الطرق الوقائية حتى بين المواطنين والمقيمين، ولابد من أخذ الاحتياطات مع الكل، ولكن من المهم أيضا منع تغلغل الأمراض بين أفراد المجتمع بسبب تغلغل الفئة غير النظامية والعبث بصحتنا ومقدراتنا.

وأختم بالقول إن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

* استشاري الأمراض المعدية، مستشفى الملك فهد في جدة

dr_id2012@yahoo.com