القواقع وسيط لنقل مرض البلهارسيا
القواقع وسيط لنقل مرض البلهارسيا
وادي العبلاء يصدر الأمراض للمتنزهين. (عكاظ)
وادي العبلاء يصدر الأمراض للمتنزهين. (عكاظ)
دراسات أكدت نقل القرود البلهارسيا للإنسان، وفي الإطار القواقع وسيط لنقل المرض.
دراسات أكدت نقل القرود البلهارسيا للإنسان، وفي الإطار القواقع وسيط لنقل المرض.
-A +A
إبراهيم الأكلبي (بيشة)
IbrahimAlaklobi@

عزز ظهور 17 حالة بلهارسيا معوية جديدة في قرى العبلاء (60 كيلو مترا غرب بيشة) أخيرا، مطالب الأهالي بالتسريع في إنشاء مركز صحي بلدتهم، يوفر عليهم عناء البحث عن علاج في المناطق البعيدة، إضافة إلى دوره في مكافحة الأمراض المعدية ومنها البلهارسيا، التي يتزايد ظهورها في العبلاء باستمرار، فبعد أن سجلت تسع حالات في العام الماضي، وصلت حاليا إلى 17 حالة.


وبينما أرجع اختصاصيون تفشي المرض في المنطقة إلى انتشار القرود التي تنقل الأمراض المعدية منها إلى الإنسان، طالب الأهالي بإيجاد حلول جذرية للمشكلة، بتطويق تلك الحيوانات وعزلها عن التجمعات السكانية، وتكثيف التوعية بخطرها.

وحذر سعيد الشهراني من انتشار مرض البلهارسيا في قرى العبلاء عاما بعد آخر، متسائلا عن دور الشؤون الصحية في وضع حلول للمشكلة التي أرقت الأهالي، لافتا إلى أن الحالات العام الحالي تضاعفت عن العام الماضي، ما يدق ناقوس الخطر.

وتساءل الشهراني عن المعوقات التي تعترض افتتاح مركز صحي يخدم أهالي العبلاء، يوفر عنهم عناء البحث عن علاج في خارج المنطقة ويكون حجر زاوية في مكافحة البلهارسيا والعديد من الأمراض المعدية.

وعزا خالد سعيد تفشي بعض الأمراض في قرى العبلاء إلى انتشار الأودية والمستنقعات في المناطق التي يرتادها المتنزهون على مدار العام، متمنيا إيجاد حلول جذرية للمشكلة بتكثيف توعية الأهالي، عن أخطار الحيوانات خصوصا القرود.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الشؤون الصحية في الباحة إبراهيم ناجي لـ«عكاظ» أن نتائج الفحوصات التي أجرتها فرق الصحة في قرى العبلاء أخيرا، كشفت وجود 17 إصابة بالبلهارسيا.

في السياق ذاته، كشفت دراسة علمية أجراها استشاري تقنية المختبرات الطبية والأستاذ المشارك بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الباحة الدكتور محمد بن عبدالله آل قمبر ضلوع حيوانات القرود في نشر عدد من الأمراض الطفيلية وربما من بينها البلهارسيا.

وذكر الدكتور محمد آل قمبر أن نتائج البحوث المتواصلة في مجال الوبائيات والأمراض الجرثومية المعدية تؤكد وجود علاقة بين قرود الرباح Papio hamadryas baboons وانتشار عدد من الأمراض بسبب توافر عوامل انتقال الأمراض من القرود للإنسان، ما يسمح بتكون دائرة عدوى تنشر الأمراض بينهما، مشددا على أهمية تثقيف المجتمع «لأن الوعي المجتمعي بات ضرورة لإيقاف استمرار دائرة العدوى ومنها السل واللشمانيا والبكتيريا الممرضة والديدان الطفيلية المعوية التي تضم البلهارسيا».

وأشار قمبر إلى أن الأبحاث كشفت أن نسبة الإصابة بالأمراض المعوية الطفيلية (الديدان الطفيلية) تكون أعلى في المناطق الطرفية من المدن الجنوبية بالمملكة والتي تتعرض لمرور وإقامة قرود الرباح بشكل يومي، بينما تكون نسبة الإصابة بالأمراض المعوية الطفيلية أقل في وسط هذه المدن حيث لا توجد هذه القرود.

واستدرك بالقول: «ولكن نتائج البحوث لم تؤكد وجود نفس الصلة في ما يخص مرض البلهارسيا رغم اكتشاف إصابات بها في القرود والسكان والمقيمين، لأن انتقال البلهارسيا يتطلب نوعا من القواقع إضافة إلى البيئة المائية الكفيلة باحتضان طور المرض الـمُعدي للإنسان والمعروف بالسركاريا، حيث تصيب الإنسان عند الخوض في البيئة المائية الملوثة بالطور المعدي (السركاريا) والذي يقوم باختراق الجلد والتسبب بالعدوى»، لافتا إلى أن وجود الإصابات بالبلهارسيا يدل على وجود أحواض مائية ملوثة تستعمل من قبل أفراد من المجتمع دون قيود صحية أو رعاية بيئية لوقايتهم من المرض.

فصل مجتمعات القرود عن المدن

وأوضح الدكتور محمد آل قمبر أنه رغم الاختلافات في طرق العدوى بين مسببات الأمراض، يبقى السماح باستمرار دائرة العدوى بين الإنسان والقرود من أهم أسباب انتشار أمراض كثيرة في المجتمعات المعرضة، وهو الأمر الذي لم يكن معروفا في السابق، معتبرا هذا الاكتشاف فتحا في مجال توجيه الجهود لمكافحة هذا المرض والتي كانت منحصرة في الفحص والعلاج ومكافحة النواقل كالقواقع.

وخلص آل قمبر إلى أهمية فصل مجتمعات القرود عن المدن وأماكن سكن الناس ومخازن وسدود المياه بوضع الأسلاك الكهربائية حولها على سبيل المثال، لحمايتها من التلوث وللوقاية من الأمراض، محذرا من ملامسة المياه الملوثة بشكل مباشر، والابتعاد عن مخلفات القرود من جهة وعدم إتاحة تعرض تلك الحيوانات لمفرزات الإنسان لكي لا تستمر دائرة العدوى بينهما.