-A +A
تركي بن منصور التركي *
كثير من المشكلات الأسرية كانت تحتاج إلى حكيم ينزع فتيل الاشتعال، وكثير من الخلافات تطورت لأن أحد طرفيها لم يجد من يستشيره، وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما خاب من استشار ولا ندم من استخار» وقوله أيضا «لم يهلك امرؤ عن مشورة»، يحتاج البعض لمن يلجأ إليه يشكي له هماً أصابه أو يعينه على اتخاذ قرار يؤرقه، خصوصا وبعض المشكلات تحتاج للسرية والكتمان، وبعض الأقربين قد لا يصلحون أن يستشاروا فيها.

ولأجل هذا أسست وزارة الشؤون الاجتماعية - كما كان مسماها سابقا - في عام 1426 إدارة خاصة بالاستشارات الأسرية، وذلك بهدف نشر الوعي بعملية الإرشاد الأسري، والمساهمة في علاج المشكلات الأسرية وتقديم برامج ومشاريع في مجال الإرشاد الأسري، وتنسيق الجهود التي تبذل في المملكة في ما يتعلق بالإرشاد الأسري، وتنظيم الحلقات والورش العلمية وطباعة النشرات التي تتعلق بالإرشاد الأسري، ومنذ ذلك الوقت وجدت جمعيات عدة في مملكتنا تقوم بهذا الدور مقدمة للمجتمع إسهامات جليلة في رأب صدع البيوت، وحل المشكلات التي تواجهها الأسر. ووفقا لتقرير جمعية التنمية الأسرية ببريدة (أسرة) فإنها استقبلت منذ أن بدأت في استقبال الاستشارات الأسرية من خلال مركز إسعاد للاستشارات الأسرية عن طريق الهاتف أكثر من 8500 استشارة، منها 556 استشارة خلال الربع الأول من عام 1438، بواقع 719 ساعة استشارية، من خلال 12 مستشارا ومستشارة أسرية (9 رجال و3 نساء)، مؤهلين علميا، وقامت الجمعية بدعم خبراتهم من خلال دورات متخصصة في الإرشاد الأسري، وتستقبل الاستشارات بواقع أربع ساعات يوميا خمسة أيام في الأسبوع. مثلت المشكلات الزوجية أكثر من 44% منها، تليها المشكلات الأسرية 25%، والاستشارات النفسية 18%، ثم الاستشارات التربوية 13%. وبينت الجمعية أنها تقدم خدماتها الاستشارية من خلال وسائل عدة بهدف مساعدة الباحثين عن حلول لمشكلاتهم، فقرابة 391 استشارة بواقع 46% تم تقديمها من خلال هاتف المركز الرئيسي، و25% في مركز إسعاد بالفرع النسائي، بينما بلغت الاستشارات في ثلاثة مراكز للتثقيف الأسري تابعة للجمعية داخل مقر ثلاث كليات بجامعة القصيم 107 استشارات بواقع 19%، و58 استشارة قدمت لمركز الاستشارات للجمعية في مديرية سجون بالقصيم بواقع 10%، إذ يحضر المستشارون للنزلاء يوما في الأسبوع لتقديم خدمات الاستشارة لمحتاجيها. ووجود جمعية أسرة ومثيلاتها في مناطق مملكتنا الحبيبة ممن تقوم بهذا الدور هي خير رافد لبناء مجتمعنا والحيلولة دون تنامي المشكلات بصورة مؤلمة، كما قرأنا لحالات ارتكبت جرائم في حق نفسها وغيرها حينما لم تجد من يمد لها يد العون مشيرا ومرشدا، ويستحقون أن يعرف المجتمع جهودهم ويقدم لهم ما يحتاجونه من عون ودعم.


* مدرب تنمية بشرية

tmt280@yahoo.com