-A +A
عيسى الحليان
ثمة نقص واضح في عناصر ومكونات ثقافتنا النفطية، وأنا لا أتحدث هنا عن العامة فقط، وإنما على مستوى النخب والتكنوقراط أيضا، فلا يوجد خبراء أو كتاب أو متحدثون أو باحثون كبار يشار لهم بالبنان، وإن وجدوا، فهم ندرة وقد لا يوازي تأثيرهم وزن قطاعنا البترولي على خريطة العالم، كما لا يوجد معاهد أو مراكز بحوث واستشارات، ولا يصدر عنا مطبوعات متخصصة عن الغاز والبترول أو دوريات محكمة، كما أننا لم نخلق أرضية مناسبة لاستضافة المؤتمرات والمعارض الدولية، ولا نحتضن جمعيات أو منظمات أو هيئات إقليمية أو دولية في هذا المجال.

بدا لي مشهد هذا القطاع كما لو كان معزولاً عن حاضنته الاجتماعية أكثر من اللازم، أرامكو أكبر شركة في العالم مثلاً ولا تصدر على سبيل المثال سوى «قافلة الزيت» ورغم كونها مجلة عريقة أسهمت في إثراء الفكر الثقافي والمعرفي على مدى عقود وكانت منارة ثقافية مرموقة في عصر مضى، لكننا نحتاج من شركة بهذا الحجم إلى طروحات عصرية ومنصات اقتصادية عن أسعار الطاقة وإحصائيات الأسواق العالمية وتحولات الاقتصاد العالمي وإثراء الفكر المعرفي في الداخل عن بعض القضايا الجدلية كإنتاج وتكاليف الطاقة، وطرح برامج الطاقة البديلة، وليس مجرد الحديث عن شعراء الصعاليك أو أنواع النخيل أو مهارات التمثيل المسرحي، ليس لدي مشكلة مع هذه المواضيع التي تطرح في هذه المجلة العريقة، لكن الناس متعطشة لطرح مواضيع تمس حياتهم وقراءة مستقبل أسواقهم النفطية وعصب حياتهم الاقتصادية وأن يكون لنا أيضاً صوت مسموع على مستوى العالم أيضا.


في حين أن الشركات النفطية في محيطنا الإقليمي تصدر مجلات علمية متخصصة، فشركة نفط الكويت تصدر مجلتين إحداهما «كويت دايجست»، والأخرى energy ويصدر في الكويت أيضا مجلة عريقة «سنة النفط والغاز» والحال ينسحب على شركة بترول مصر وشركة بترول أبو ظبي والجزائر وغيرها، ولعل أعرق هذه المجلات مجلة «البترول» المصرية التي يصدرها القطاع البترولي المصري منذ ما يقارب نصف قرن وتطبع باللغتين العربية والإنجليزية.