othman_31@
لفض فريق النجمة العريق أنفاسه الأخيرة وهبط إلى دوري المناطق بعد سنوات قليلة من الانحدار لدوري الدرجة الأولى ثم الثانية. نجمة عنيزة التي أنجبت فريقا مرعبا في سنوات مضت بقيادة منصور الموسى وسليمان الحديثي ومشعل التركي ومحمد الدبيبي والمحترف الأشهر في الملاعب السعودية آنذاك الغيني إسحاق كواك، نجوم أوصلوا نجمة عنيزة للمربع الذهبي آنذاك وظل صامدا لأكثر من ١١ عاما بين الكبار، وها هو اليوم يهبط لدوري المناطق ويبكي أهل القصيم قاطبة، وهو الذي أفرحهم لسنوات عديدة. والحال ليس ببعيد في النادي المجاور له «العربي» الذي يترنح في أندية الظل منذ سنوات طويلة رغم تاريخه الكبير المرصع بالإنجازات، خصوصا في لعبة كرة اليد التي تقدم الإبداعات حاليا في الدوري الممتاز وتعتبر الواجهة المشرفة للنادي في الوقت الراهن، أما الفريق الأول فاستقر في دوري منطقة القصيم وعجز هذا العام عن بلوغ نهائيات الصعود للدرجة الثانية وخرج من أمام فريق رأس تنورة في الدور الـ ١٦ من التصفيات المؤهلة للدرجة الثانية. كثيرة هي العوامل التي تسببت في تدهور رياضة عنيزة، من أهمها نظام الاحتراف الذي لا يعترف إلا بـ«الكاش» وبخل رجال أعمال عنيزة وعدم وفائهم تجاه أندية المحافظة، إضافة إلى المشكلات الإدارية والفنية والجماهيرية التي شوهت رياضة المنظقة.
يؤكد رئيس نادي النجمة الهابط أخيرا لدوري المناطق عثمان الوتين أن أسباب التراجع كثيرة جدا، وأولها المادة، إذ لا يوجد ما يمكننا من شراء اللاعبين الذين ارتفعت عقودهم وأصبحنا لا نستطيع الوفاء بها في ظل الشح المالي، خصوصا بعد أن ظل اعتماد إدارة النجمة السابقة على الرمز صالح الواصل دون إيجاد موارد مالية أخرى.
وأضاف الوتين: لدينا أعضاء شرف لم يقصروا ولكن الوضع متراكم ولن نتحدث عن الماضي قبلنا، فالهبوط تجرعنا مرارته ولن نتخلى عن نادينا وسننطلق من الصفر ونبني قاعدة جديدة من أبناء النادي وأبناء منطقة القصيم وعنيزة، وسنفتح علاقتنا مع الجميع ونعيد نجمة عنيزة كما كانت، فقط ننتظر وقفة الجميع وسنرمي الماضي خلف ظهورنا.
عزوف جماهيري
رئيس مجلس إدارة النادي العربي في عنيزة عبدالعزيز الدرع تحدث بصراحة عن سبب انهيار رياضة المنطقة وعدم قدرتها على الصمود، مشيرا إلى أن الأسباب عديدة منها الدعم المادي والموارد المالية، إذ إن ميزانيات الأندية تحتاج مبالغ كبيرة لتستطيع جلب لاعبين على مستوى عال أو توفير متطلبات لاعبي النادي المميزين من رواتب شهرية ومكافآت ومعسكرات، وكذلك جلب مدربين على مستوى عال في جميع الفئات.
وتابع الدرع: هناك مواهب جيدة في أندية عنيزة في الفئات السنية لكن لا تواصل في الفريق الأول بسبب أن اللاعب له متطلبات لا يستطيع النادي تلبيتها، فبالتالي تجده غير منضبط وسقف طموحه يقل وموهبته أيضا، لافتا إلى أن الاهتمام الجماهيري قل كثيرا عن السابق، والجمهور له تأثير كبير على أي فريق، وهو وقود حقيقي لإدارات الأندية وهو ما افتقدناه، ما شكل أثرا واضحا في رياضة عنيزة.
وذكر الدرع أن الاستقرار في إدارات أندية عنيزة والعمل الإداري المنظم والخطط الإستراتيجية بعيدة المدى شبه معدومة، وإن كانت هناك محاولات فهي اجتهادات تختفي بعد رحيل أصحاب المبادرة، والعمل في الرياضة يحتاج استقرارا تاما وخطة واضحة الأهداف ومدة زمنية لا تقل على خمس سنوات كخطوة أولية، ليرى جزء من العمل النور.
روح التعاون مفقودة
لخص الإعلامي خالد الروقي أسباب هبوط مستويات أندية محافظة عنيزة في قلة الدعم المادي الذي يؤمن حاجات الأندية وعدم إحساس بعض رجال الأعمال بأهمية الأندية الرياضية ودورها الحيوي في احتواء الشباب وتهيئة الأجواء المناسبة لهم لتفجير طاقاتهم وخدمة الوطن الغالي، علاوة على عدم التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد ووضع مصلحة النادي في المقام الأول، فكل رئيس له محبون يغفرون كل زلة وكارهون يهمشون كل إنجاز، وهذه معضلة كبيرة، ودون أدنى شك هم شركاء فيما وصل الحال إليه. ويضيف الروقي: تحتاج أندية عنيزة لشخصيات رياضية لها وزنها وذات رأي مسموع من الجميع، بحيث تلتقي بمحبي النادي وتستمع لوجهات النظر المختلفة ويتم الاتفاق على ما يخدم النادي، أما الوضع الحالي فبكل أسف «الجميع يدعي وصلا بليلى.. وليلى لا تقر لهم بذاكا».
الإعلامي عواض الحربي يرى من وجهة نظره، أن هناك عدة أسباب لتدهور ناديي النجمة والعربي وهبوطهما إلى أندية الظل أهمها عدم الاعتماد على أبناء النادي والاهتمام بالقاعدة، فلو أن المعنيين استثمروا الهبوط لأندية المناطق والدرجة الثانية واهتموا بفرق الناشئين لكان الحال أفضل ونتائج الفريقين وصعودهما للممتاز كان من خلال أبناء النادي. وتابع: يأتي غياب الدعم المادي من رجال الأعمال بعنيزة كسبب جوهري، فرغم أن رجال الأعمال الأشهر على مستوى المملكة هم من أبناء عنيزة لكنهم غير مهتمين بالرياضة ولا يدعمونها، إضافة إلى غياب التنافس بين أعضاء شرف الناديين في التفوق ساهم في غياب التنافس والغيرة المحمودة بين الفريقين، كما تسببت الإدارات المتعاقبة على الناديين في البحث عن نتائج سريعة وموقتة من خلال الاعتماد على الطيور المهاجرة، إذ صار هؤلاء اللاعبون يتنقلون بين الأندية وبمبالغ كبيرة دون تقديم أي إضافة للفريق. والأهم في التدهور الحاصل غياب الإستراتيجية الواضحة والفكر الإداري.
الواصل: الاحتراف دهورنا
رئيس هيئة أعضاء شرف النجمة صالح الواصل، الذي صنع نجمة عنيزة وجعلها تقارع الكبار، اغرورقت عيناه بالدموع في يوم هبوط النجمة لدوري المناطق. وقال بنبرة حزن شديدة: عجزنا عن الصمود بعد أن جار علينا الزمن والاحتراف، الذي أصبحت لغة المال فيه هي السائدة، فاللاعبون يريدون مقدمات عقود بمبالغ تفوق إمكانات الأندية ولم أكن أتصور أن أشاهد النجمة في دوري المناطق.
لفض فريق النجمة العريق أنفاسه الأخيرة وهبط إلى دوري المناطق بعد سنوات قليلة من الانحدار لدوري الدرجة الأولى ثم الثانية. نجمة عنيزة التي أنجبت فريقا مرعبا في سنوات مضت بقيادة منصور الموسى وسليمان الحديثي ومشعل التركي ومحمد الدبيبي والمحترف الأشهر في الملاعب السعودية آنذاك الغيني إسحاق كواك، نجوم أوصلوا نجمة عنيزة للمربع الذهبي آنذاك وظل صامدا لأكثر من ١١ عاما بين الكبار، وها هو اليوم يهبط لدوري المناطق ويبكي أهل القصيم قاطبة، وهو الذي أفرحهم لسنوات عديدة. والحال ليس ببعيد في النادي المجاور له «العربي» الذي يترنح في أندية الظل منذ سنوات طويلة رغم تاريخه الكبير المرصع بالإنجازات، خصوصا في لعبة كرة اليد التي تقدم الإبداعات حاليا في الدوري الممتاز وتعتبر الواجهة المشرفة للنادي في الوقت الراهن، أما الفريق الأول فاستقر في دوري منطقة القصيم وعجز هذا العام عن بلوغ نهائيات الصعود للدرجة الثانية وخرج من أمام فريق رأس تنورة في الدور الـ ١٦ من التصفيات المؤهلة للدرجة الثانية. كثيرة هي العوامل التي تسببت في تدهور رياضة عنيزة، من أهمها نظام الاحتراف الذي لا يعترف إلا بـ«الكاش» وبخل رجال أعمال عنيزة وعدم وفائهم تجاه أندية المحافظة، إضافة إلى المشكلات الإدارية والفنية والجماهيرية التي شوهت رياضة المنظقة.
يؤكد رئيس نادي النجمة الهابط أخيرا لدوري المناطق عثمان الوتين أن أسباب التراجع كثيرة جدا، وأولها المادة، إذ لا يوجد ما يمكننا من شراء اللاعبين الذين ارتفعت عقودهم وأصبحنا لا نستطيع الوفاء بها في ظل الشح المالي، خصوصا بعد أن ظل اعتماد إدارة النجمة السابقة على الرمز صالح الواصل دون إيجاد موارد مالية أخرى.
وأضاف الوتين: لدينا أعضاء شرف لم يقصروا ولكن الوضع متراكم ولن نتحدث عن الماضي قبلنا، فالهبوط تجرعنا مرارته ولن نتخلى عن نادينا وسننطلق من الصفر ونبني قاعدة جديدة من أبناء النادي وأبناء منطقة القصيم وعنيزة، وسنفتح علاقتنا مع الجميع ونعيد نجمة عنيزة كما كانت، فقط ننتظر وقفة الجميع وسنرمي الماضي خلف ظهورنا.
عزوف جماهيري
رئيس مجلس إدارة النادي العربي في عنيزة عبدالعزيز الدرع تحدث بصراحة عن سبب انهيار رياضة المنطقة وعدم قدرتها على الصمود، مشيرا إلى أن الأسباب عديدة منها الدعم المادي والموارد المالية، إذ إن ميزانيات الأندية تحتاج مبالغ كبيرة لتستطيع جلب لاعبين على مستوى عال أو توفير متطلبات لاعبي النادي المميزين من رواتب شهرية ومكافآت ومعسكرات، وكذلك جلب مدربين على مستوى عال في جميع الفئات.
وتابع الدرع: هناك مواهب جيدة في أندية عنيزة في الفئات السنية لكن لا تواصل في الفريق الأول بسبب أن اللاعب له متطلبات لا يستطيع النادي تلبيتها، فبالتالي تجده غير منضبط وسقف طموحه يقل وموهبته أيضا، لافتا إلى أن الاهتمام الجماهيري قل كثيرا عن السابق، والجمهور له تأثير كبير على أي فريق، وهو وقود حقيقي لإدارات الأندية وهو ما افتقدناه، ما شكل أثرا واضحا في رياضة عنيزة.
وذكر الدرع أن الاستقرار في إدارات أندية عنيزة والعمل الإداري المنظم والخطط الإستراتيجية بعيدة المدى شبه معدومة، وإن كانت هناك محاولات فهي اجتهادات تختفي بعد رحيل أصحاب المبادرة، والعمل في الرياضة يحتاج استقرارا تاما وخطة واضحة الأهداف ومدة زمنية لا تقل على خمس سنوات كخطوة أولية، ليرى جزء من العمل النور.
روح التعاون مفقودة
لخص الإعلامي خالد الروقي أسباب هبوط مستويات أندية محافظة عنيزة في قلة الدعم المادي الذي يؤمن حاجات الأندية وعدم إحساس بعض رجال الأعمال بأهمية الأندية الرياضية ودورها الحيوي في احتواء الشباب وتهيئة الأجواء المناسبة لهم لتفجير طاقاتهم وخدمة الوطن الغالي، علاوة على عدم التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد ووضع مصلحة النادي في المقام الأول، فكل رئيس له محبون يغفرون كل زلة وكارهون يهمشون كل إنجاز، وهذه معضلة كبيرة، ودون أدنى شك هم شركاء فيما وصل الحال إليه. ويضيف الروقي: تحتاج أندية عنيزة لشخصيات رياضية لها وزنها وذات رأي مسموع من الجميع، بحيث تلتقي بمحبي النادي وتستمع لوجهات النظر المختلفة ويتم الاتفاق على ما يخدم النادي، أما الوضع الحالي فبكل أسف «الجميع يدعي وصلا بليلى.. وليلى لا تقر لهم بذاكا».
الإعلامي عواض الحربي يرى من وجهة نظره، أن هناك عدة أسباب لتدهور ناديي النجمة والعربي وهبوطهما إلى أندية الظل أهمها عدم الاعتماد على أبناء النادي والاهتمام بالقاعدة، فلو أن المعنيين استثمروا الهبوط لأندية المناطق والدرجة الثانية واهتموا بفرق الناشئين لكان الحال أفضل ونتائج الفريقين وصعودهما للممتاز كان من خلال أبناء النادي. وتابع: يأتي غياب الدعم المادي من رجال الأعمال بعنيزة كسبب جوهري، فرغم أن رجال الأعمال الأشهر على مستوى المملكة هم من أبناء عنيزة لكنهم غير مهتمين بالرياضة ولا يدعمونها، إضافة إلى غياب التنافس بين أعضاء شرف الناديين في التفوق ساهم في غياب التنافس والغيرة المحمودة بين الفريقين، كما تسببت الإدارات المتعاقبة على الناديين في البحث عن نتائج سريعة وموقتة من خلال الاعتماد على الطيور المهاجرة، إذ صار هؤلاء اللاعبون يتنقلون بين الأندية وبمبالغ كبيرة دون تقديم أي إضافة للفريق. والأهم في التدهور الحاصل غياب الإستراتيجية الواضحة والفكر الإداري.
الواصل: الاحتراف دهورنا
رئيس هيئة أعضاء شرف النجمة صالح الواصل، الذي صنع نجمة عنيزة وجعلها تقارع الكبار، اغرورقت عيناه بالدموع في يوم هبوط النجمة لدوري المناطق. وقال بنبرة حزن شديدة: عجزنا عن الصمود بعد أن جار علينا الزمن والاحتراف، الذي أصبحت لغة المال فيه هي السائدة، فاللاعبون يريدون مقدمات عقود بمبالغ تفوق إمكانات الأندية ولم أكن أتصور أن أشاهد النجمة في دوري المناطق.