-A +A
حمود أبو طالب
طالب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال الأسبوع الماضي وعبر صحيفة الرياض المواطنين والمقيمين مراعاة الجوانب الأمنية وعدم التسرع بنشر معلومات في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالعمليات الأمنية التي يتم من خلالها مطاردة مطلوبين أو مداهمتهم في أوكارهم، وأكد التركي أن نشر المعلومات أو الصور قد يدفع بعض العناصر من الخلايا الإرهابية للتواري عن الأنظار والاختفاء، وهو ما أعاق العملية الأمنية الأخيرة وساهم في تأخيرها خمسة أيام بدلا من اتمامها خلال يوم أو يومين.

ما تحدث عنه اللواء التركي أمر في غاية الأهمية وقد يكون في غاية الخطورة، فالأجهزة الأمنية تبذل جهودا خارقة على مسارات مختلفة من أجل الإطاحة بالمطلوبين في قضايا الإرهاب، ولتحقيق ذلك فهي تستنفر كوادرها البشرية بمختلف تخصصاتها لجمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة عن أماكن اختباء المطلوبين وأعدادهم وتجهيزاتهم من أجل الانقضاض عليهم في اللحظة المناسبة وبشكل مفاجئ يشل قواهم. وفي مقابل خبرة واحترافية أجهزة الأمن فإن كثيراً من هؤلاء المطلوبين يتمتعون بخبرة كبيرة في أساليب التخفي، ولهم عيونهم وأعوانهم وشبيحتهم الذين يراقبون ويقيمون الأوضاع ويمدونهم بالمعلومات المستجدة، وتشكل مواقع التواصل الاجتماعي مصدر معلومات مهم بصورة مباشرة وغير مباشرة يستغله المطلوبون نتيجة تسرع بعض المستخدمين للمواقع في نشر معلومات من مصادر مختلفة للتباهي بالسبق المعلوماتي والأهمية الشخصية فتكون النتيجة مثلما أشار اللواء التركي تأخير في إنهاء عمليات القبض، وربما ما هو أخطر.


توظيف المعلومات الأمنية دون إدراك لخطورتها مثل اللعب بالنار، فقد يتسبب في إحراق عمليات أمنية أوشكت على التنفيذ، وقد يعرض رجال الأمن للخطر، وقد يجعل المطلوبين يفلتون من قبضة الأمن، وكل ذلك ضرر فادح على الوطن.

المعلومات الأمنية ليست للتسلية، فهي سلاح يجب أن يستخدمه الذين يجيدون استخدامه فقط.