-A +A
عبير الفوزان
بصعوبة تلفظ (هيتومي) اسم الملك سلمان، فحرف اللام لا يوجد في اللغة اليابانية، لذا فـ(هيتومي) تنطقه بفرح مشوب بالخجل بعد أن تستبدل حرف اللام بالراء.

تثرثر هيتومي على مائدة العشاء بشغف حول هذه الزيارة التاريخية، فهي لم تعاصر زيارة ملك سعودي لليابان، وإن كانت والدتها قد أخبرتها سابقا عن زيارة الملك فيصل، رحمه الله، لطوكيو في عام 1971 ومدى العلاقة الحسنة بين الدولتين، فكما تقول إن أكثر من ثلث استهلاك اليابانيين للنفط بنسبة تقديرية 37-40% من النفط السعودي، فالذهب الأسود السعودي كان بالإمكان أن يكون منقذا فذا لليابان في الحرب العالمية الثانية، على حد قول والدها، لكن العلاقة بين الدولتين لم تكن إلاّ بعد نهاية الحرب.


من خلال حديث هذه اليابانية الشغوفة بالشرق الأوسط، وبالعرب، لاسيما أهل الجزيرة العربية على حد قولها.. تكتشف أن مشاعر اليابانيين تجاه زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز دافئة وفخورة، ومنبهرة أيضا.. فلقد تم تجديد أثاث قصر أكاساكا بالكامل بمناسبة هذه الزيارة، والقصر يعود تاريخه إلى أكثر من مئة عام وكان مخصصا لولي العهد الإمبراطوري، ولكن في عام 1974 تم تخصيصه لضيوف الدولة اليابانية، كما يفتح في أوقات محددة للسياح والعامة في حال عدم وجود ضيوف لدى الدولة.

قصر أكاساكا أغلق هذه الأيام أمام العامة ورفع فوقه العلم السعودي، وزود بشاشات تلفازية تنقل الصلاة من مكة المكرمة، هذا بعد أن تم تجديد أثاثه بالكامل بمناسبة زيارة ملك المملكة العربية السعودية لطوكيو، وهي أول زيارة رفيعة المستوى منذ قرابة نصف قرن.

كانت الاستعدادات في طوكيو مبهرة، والتعليمات التي تلقاها الشعب وسكان طوكيو في أثناء زيارة الملك سلمان، نُفذت بحذافيرها، حيث تنقل الناس بالمترو، وسيارات الأجرة، وركنوا سياراتهم كي لا يسببوا ازدحاما مروريا مع هذه الزيارة الملكية.

abeeralfowzan@hotmail.com