-A +A
سعيد السريحي
حين تخرج بعض الجامعات عن طورها وتختصر الحل باعتماد فصل الطالبات المضبوطات بـ«جرم» التشبه بالرجال، وتعتمد بعض الجامعات الروية فتوجه إنذارا شديد اللهجة بالفصل لنفس الفئة من الطالبات، فإن ذلك يعني أننا أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة تنتشر في كافة المناطق تغاضت عنها المدارس وضاقت بها الجامعات واكتفى المجتمع بالحديث عنها همسا، تلك هي ظاهرة تشبه البنات بالرجال وما يترتب على ذلك التشبه من تصرفات لا أخلاقية يكون ضحيتها أولئك الفتيات اللواتي يتعرضن للتحرش من قبل زميلات لهن وثقن بهن واطمأنن إليهن.

وإذا كانت الجامعات سواء تلك التي خرجت عن طورها أو تلك التي اكتفت حتى الآن بالتهديد والوعيد قد نفضت يدها من مسؤوليتها تجاه المجتمع واكتفت بالفصل أو التلويح بالفصل، فإن ذلك ليس هو الحل الذي يعالج المشكلة من أساسها ويحمي المجتمع من تلك الانحرافات بل يحمي أولئك المنحرفات أنفسهن من مغبة ما هن عليه من سلوك شائن، إذا كانت الجامعات بما تحتضنه من مراكز أبحاث ومختصين اكتفت بـ«ترحيل» أولئك المنحرفات وكأنما لا يعنيها إلا ما يدور داخل أسوارها، فإن هذه الظاهرة التي تغافلنا عنها طويلا بحاجة إلى الدراسة التي تتبع أسبابها وتحدد مظاهرها وتتوصل إلى سبل علاجها، ولعل الشؤون الاجتماعية تتصدى لها بعد أن تخلت عنها الجامعات، فإن لم تفعل الشؤون الاجتماعية ذلك، فلعل المسؤولين الغيورين على الوطن والناس يوجهون أي جهاز يستشعر المسؤولية بدراسة تلك الظاهرة.