-A +A
مي خالد
Mayk_O_O@

لماذا ينجح الشباب السعودي في الإعلام الجديد ويخفقون ثقافيا؟


لدي قائمة بأسماء رواد الإعلام الجديد، أعني نجوم تطبيقات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ممن لمع نجمهم وزادت شعبيتهم في السنوات الخمس الماضية فتلقفهم الإعلام التقليدي بعماء وأفسح لهم مساحات خاصة.

ونحن حين نقول الإعلام التقليدي فنحن نعني التلفزيون والإذاعة والصحافة. بينما في الغرب لا أحد اليوم يستعمل مصطلح الإعلام بالمعنى الذي نعرفه بل إنه في جامعاتهم العريقة لا يحصل أحد على الدكتوراه في الإعلام بل يحصلون على الدكتوراه في تخصص «الاتصال الجماهيري» وهو مصطلح حديث يرفضون به أن يكون هناك من يتحكم بالإعلام من الأعلى؛ لأن الجماهير هي المنتج والمتلقي في آن، لذا على الغالب ليس لديهم وزارات للإعلام منذ عقود، لكي لا يتحكم السياسيون في وعي الجماهير لكن ما يحدث لدينا الآن أسوأ من تحكم السياسي. حيث قدمت الحشود على الجماهير وتقدم إعلام الحشود على إعلام الجماهير.

هذه المقدمة البسيطة تفضي للجواب على السؤال أعلاه، وهو في صورته التفصيلية: لماذا لدينا نجوم إعلام بلا قضايا كبرى ولا مواقف حقوقية ولا عمق ثقافي نقدي إلا فيما ندر.. لذا نجد أحدهم يتمتع بكامل حقوقه لكنه حين يسأل عن حقوق الآخرين يجيب جوابا يعجب الجماهير وليس جوابا ينم عن عمق ثقافي أو موقف فلسفي نقدي.

وهنا يجب أن نفرق بين مصطلح الاتصال الجماهيري واتصال الحشود. والفرق بين الجماهير والحشود هو أن الجماهير واعية ومثقفة ومطالبة بالحقوق ولها عمق ومعنى بينما الحشود غوغائية غرائزية، الحشود هم الجماهير غير العاقلة التي لا تفكر ولا تنتقد ومنقادة مع احتياجاتها النفعية الآنية وليس لديها عقل نقدي.

لذا النجوم الذين يظهرون في برامج التواصل الاجتماعي لدينا بالرغم من درجاتهم العلمية العليا أحيانا وطبقاتهم الاجتماعية المتعلمة إلا أنهم يستقطبون الحشود وليس الجماهير ويخاطبون الحشود وليس الجماهير ويتبادلون التواصل مع الحشود وليس مع الجماهير.. ويخطبون ود الحشود بالعبث بعواطفهم. بهدف جمع المال أو الوصول لحب ومجد سهل المنال فهم جزء من هذه الحشود ويشبهونهم ويقولون الكلام الذي تود الحشود سماعه. فهم بذلك نجحوا إعلاميا وأخفقوا ثقافيا للأسف.

May_khaled@hotmail.com