-A +A
تركي الدخيل
شاب بعقاله هذه المرة، وبذقنه المهذب، يقوم بنفس العمل الذي يمارسه أتباع أبي بكر البغدادي، ضد تماثيل ومسارح تاريخية، ومعابد لها عمق عريق في تاريخ البشرية... يكسر عصا الميكرفون، ويلقي بكلمةٍ توعوية، نارية، مليئة بالتوبيخ!

المشهد هذا يبين أن الظاهرة، التي تريد الوصاية على أذواق المجتمع لم تنقرض، بل تتشكل ضمن ظواهر متعددة... لم يكن بثوبٍ قصير، أو لحية كثيفة، أو ببشت مزركش، بل بملابس السعوديين وهيئتهم العادية، لكنه يقوم بفعل متطرف مخالف للأنظمة والقوانين.


الفكرة ليست بالشخص، فقد آل أمره للجهات المختصة، الأهم كيف يمكن لنا بمؤسسات التربية والتعليم تدريب الأجيال على احترام أذواق الآخرين، والفعالية التي تُقر ولا تعجبك، يمكنك تجاوزها إلى غيرها، فالذوق جزء من تكوين الإنسان الطبيعي، وعدم احترامه دليل نقص في الخلق، وثلم بمواطنة الإنسان، معادلة «هذا لا يعجبني ويجب على الجميع أن لا يعجبهم»، معادلة «الغابة» لا «المدينة»!

الخلاصة، إن هذه المهرجانات والفعاليات تقام لمن أراد، وإلا فإن في الرياض عشرات الخيارات الأخرى، بإمكان الشاب التوجه إليها.