-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

هل أخطأ الرئيس سعد الحريري للخروج إلى الشارع لمخاطبة المتظاهرين؟ ومن الذي أشار إليه بهذه الخطوة؟ أسئلة لا يخلو مجلس في لبنان من تداولها وطرحها، وسط تباين كبير في وجهات النظر لحد التصادم. فئة كبيرة تذهب إلى أن الحريري انزلق في هذه الخطوة التي قد يستفيد منها لأيام، على صعيد شد عصب أنصاره بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت إليه. لكن هي بمثابة مسكن لا يلبث وجع وآلام تآكل شعبيته أن يعود للظهور مجددا بخاصة أن الخطوات التي يمكن أن تتخذ ضد المتظاهرين أو المشتبه بوقوفهم خلف ما حصل من إهانة لمقام رئاسة مجلس الوزراء دونه صعوبات إن لم يكن مستحيلا. القلق والتباين في ما حصل يذهب إلى التساؤل عن هوية الشخص الذي نصح الحريري بهذه الخطوة فيقول خصومه إن وزير الداخلية نهاد المشنوق خلفها، فيما يذهب البعض من الدائرة المقربة من تيار المستقبل إلى القول إن النائب عقاب صقر كان خلف الموضوع. إلا أن مرجعية سياسية علقت فقالت «صاحب المشورة إما خبيث أو غبي فإما أراد تهشيم رمزية الحريري لأهدافه الخاصة أمام جمهوره أو أنه غبي أراد أن يصنع منه بطلا في زمن لبناني لا مكان فيه للأبطال. ويضيف المرجع السياسي أمام زواره: «القاعدة الشعبية التي تعاطفت مع الحريري وهي محقة بتعاطفها لن تلبث أن تتساءل عن الخطوات التي اتخذها الحريري تجاه ماحصل والتي لن تكون شيئا وفقا للمنطق لكنها ستشكل نقطة ضعف جديدة عند القواعد الشعبية في بيروت وطرابلس وكل لبنان». حسابات الخسارة عند الحريري من الظلم قراءتها في دفاتر خصومه لكن من المنطق مطالعتها والتبصر بها في دفاتر أنصاره وحلفائه وهي تبدأ من لحظة موافقته على انتخاب الرئيس عون وهو القرار الصدمة بالنسبة لجمهوره وتياره الذي خرج متشرذما بعد هذا القرار إن بانفصال الوزير أشرف ريفي عن بيئة سعد الحريري أو بامتعاض الرئيس فؤاد السنيورة ومعه العديد من النواب من مسار القرارات المغيبين عنها.