الملك فيصل يتوج الأهلي بطلا لكأسه.
الملك فيصل يتوج الأهلي بطلا لكأسه.
-A +A
عبدالله المرزوق (الرياض)
abdullah_mrzog1@

ما إن أعلن النادي الأهلي احتفاله بمرور 80 عاما على تأسيسه حتى أعاد للأذهان إرهاصات الماضي القديم والصراع الذي دام لأعوام حول لقب الملكي وأحقيته، بعد أن أرسل خطابا رسميا إلى وسائل الإعلام بالتزامن مع هذه المناسبة، يشكرها فيه على منحه هذا اللقب ويطالبها بالاستمرار على النهج نفسه، كونهم يرون أنه اللقب المستحق والمكتسب تاريخيا للنادي بعد أن وضعوا عدة دلائل لا لبس فيها استندوا عليها.


وفي الطرف المقابل، ثارت جماهير نادي الهلال غاضبة من هذا الخطاب الذي اعتبرته بمثابة الاستفزاز لناديها، كونها ترى أن اللقب هو من حق ناديها وأن الأهلي أقل أحقية.

وفضلا عن ناديي الأهلي والهلال الأكثر مطالبة باللقب، ثمة أندية أخرى عديدة سبق أن أطلقت هذا الوصف عليها، مستندة على دلائل تاريخية أيضا تتشابه مع من سواها، وهو ما يؤيد أن جزءا من التاريخ لم يتم حفظه. فإلى متى يظل تاريخنا الرياضي رهن الأهواء والاختلاف في الميول والنقل الخاطئ، أو النقل وفق أدلة غير كافية. يقول الأهلاويون وهم آخر بل أكثر من أكد أحقيته باللقب، إن شعار ناديهم هو الوحيد الذي يحمل شعار المملكة وهو السيفان والنخلة، لكن ثمة أندية أخرى تحمل الرمز ذاته في شعارها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أندية العدالة والقارة والمصيف وعكاظ، إلا أن الأهلي يتفرد ببعض الاستنادات التي لا يشاركه فيها أحد إطلاقا، كالأكثر تحقيقا لكأس الملك، وكذلك حصوله على كؤوس جميع ملوك المملكة أبناء المؤسس، وهذا يمنحه أفضلية وأحقية نيل هذا اللقب، كما أنه ينفرد بأنه أول من أطلق عليه من بين الأندية السعودية قاطبة.

ويستند الهلاليون على وثيقة تاريخية تحوي تغيير مسمى ناديهم بتاريخ 1378هـ من الملك سعود (رحمه الله) من الأوليمبي إلى الهلال، وهي المستند الذي يرون أنه يعزز أحقيتهم، لكن نادي الخليج حظي أيضا بالصفة ذاتها حين تم تغييره في العام 1390هـ من قبل الملك فيصل (رحمه الله) من نادي النسور إلى نادي الخليج، وذلك حين حضورهم للمباراة النهائية التي جمعت الشباب والأهلي وتشرفوا بالسلام على الملك فيصل، الذي حين عرف مسماهم أمر بتغييره، وتم الاقتراح من قبل رئيس النادي آنذاك أحمد سلحام بتغييره إلى الخليج، وتمت موافقة الملك فيصل (رحمه الله) عليه، مما يضعف حجة الهلاليين في نيل اللقب. ثمة استناد آخر يستند عليه الهلاليون في مطالبهم، وذلك حين ترأس ناديهم أحد أبناء المؤسس وهو الأمير هذلول بن عبدالعزيز للفترة من 1396-1398هـ، وهو الأمر الذي دعا بعض الإعلاميين ومنسوبي نادي أحد بالمطالبة بمنح اللقب ذاته لناديهم كونه سبق أن ترأس ناديهم الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز أحد أبناء المؤسس أيضا، وهي حجة دامغة تلغي المطالبة الهلالية وفقا لهذا المستند.

في النصر هو الآخر ظهرت أصوات وعلت في فترات مختلفة سابقا مطالبة بمنح فريقها لقب الملكي، كان آخرها حين تم تغيير شعار الفريق قبل نحو خمسة مواسم للشعار الحالي، الذي يحمل التاج، واستندوا في رأيهم على أن أول شعار للفريق الذي كان (V) ويرمز للكلمة (Victory) وتعني النصر باللغة الإنجليزي، أمر الملك فيصل أيضا بتغييره إلى شعار شبه الجزيرة العربية الذي ما زال موجودا على قمصان الفريق حتى الآن، وهو سبب بالطبع غير كاف للمطالبة باللقب. نادي الوحدة سبق أن ظهرت مطالبات من منسوبيه بأنه الأحق باللقب، وذلك بالاستناد إلى أنهم أول ناد يحقق كأس الملك في العام 1377هـ، كذلك الجبلين كان وما زال منسوبوه يطالبون باللقب، مستندين على زيارة الملك فيصل لناديهم في حائل في العام 1393هـ، وحينها أقام أهالي المنطقة الاحتفالات التي صاحبت زيارة الملك، وتم اختيار مقر نادي الجبلين كونه الأنسب لإقامة الاحتفالات وأصبحوا يتغنون أيضا بلقب الملكي.

جميع أندية المملكة حظيت وما زالت تحظى برعاية ملكية من الأسرة المالكة، كما أن للأيادي الملكية لمسات وأدوارا فعالة في رياضتنا السعودية منذ تأسيسها على مستوى المنتخبات أو الأندية، ولهذا إلى متى يستمر الجدل والخوض في روايات البعض منها مغلوط والآخر يتناقض مع روايات أخرى، وهذا بلا شك يأتي امتدادا للحديث عن بطولات الأندية والاختلاف حولها، فضلا عن الاختلاف على أسماء مؤسسيها وتاريخ تأسيسها، الذي يعتبر بلا شك هضما لحقوق بعض ممن ساهم وخدم في تأسيس رياضتنا منذ مهدها، الذي يؤكد ضرورة أن ننعم بتاريخ متين وقوي لرياضتنا يغطي كل جوانبها سواء حول الأندية أو حول الرواد والبطولات والمسابقات وجميع ما يشمل الرياضة السعودية، كي يذكر ويشكر كل من ساهم في بناء أو صناعة حراكنا الرياضي.