-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

بعيدا عن كل التفاصيل الميدانية التي تجري في العاصمة السورية دمشق، ومدى العمق وأهمية الاختراق الذي حققته فصائل المعارضة السورية، يبقى الأمر الجوهري هو الوقوف على أبعاد معركة دمشق وموقف روسيا منها، إذا اعتبرنا أن موسكو لن تقف متفرجة لما يجري في معقل الأسد وقلب سورية. ورغم الاختراق العسكري للمعارضة في معركة تحرير دمشق، إلا أن المعركة لا يمكن إنجازها من جبهة واحدة، وتحديدا جبهة جوبر، بل تحتاج إلى مشاركة كل الجبهات الدمشقية في آن واحد، ووفقا لخطة واحدة.


من جانب آخر، هل المناخ السياسي الدولي والإقليمي بوارد إسقاط النظام بمعركة عسكرية وتحديدا في دمشق. سؤال يحتاج إلى قراءة معمقة، فالمعركة التي حصلت ومازالت مستمرة من الواجب معرفة أين روسيا منها؟، فغياب المقاتلات الروسية عن الأجواء الدمشقية، يستوجب التوقف عنده، كما أن حجم الخسائر الإيرانية والميليشيات اللبنانية والعراقية أيضا يجب التوقف عنده.

دمشق ومنذ فترة ليست بالقصيرة باتت محمية إيرانية بكل ما للكلمة من معنى، حتى أن الكلمة الفصل فيها للحرس الثوري الإيراني أو للقيادات الميدانية في "حزب الله"، إن بتأمين أمن رأس النظام، أو في إدارة شؤون الناس حتى العسكريين التابعين للنظام، فقصد أي مسؤول في حزب الله كفيل بحل مشكلته.

من هنا، فإن معركة العاصمة هي ليست معركة دمشق الكبيرة، بقدر ما هي معركة تأديب الإيراني بوسط عاصمة الأمويين إن لم يكن تحرير العاصمة من هيمنته بإشراف روسي. المعركة تحصل في كراجات العباسيين والقذائف تنهمر على قلب دمشق، والروسي كأنه جالس على جبل قاسيون يراقب الجميع قبل التدخل لفرض رؤيته السياسية وهذه المرة على الإيراني وميليشياته. إن معركة العباسيين هدفها إنهاء الهيمنة الإيرانية على العاصمة، مؤشر على بداية نهاية المغامرة الإيرانية في سورية، وضرورة البدء بحزم الحقائب للمغادرة.. معركة دمشق لم تنته بعد فهناك مفاجآت قادمة!.