رجال الدفاع المدني يخمدون الحرائق الناجمة عن قصف الغوطة بطائرات النظام السوري.  (أ. ف.ب)
رجال الدفاع المدني يخمدون الحرائق الناجمة عن قصف الغوطة بطائرات النظام السوري. (أ. ف.ب)
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

من كراجات العباسيين تبدأ الحكاية، ليس لأن فصائل المعارضة السورية تمكنت من اقتحامها، بل لأن الثورة السورية، وقبل ست سنوات عندما تحركت في دمشق، انطلقت من تلك الكراجات استعدادا للتظاهر في ساحة العباسيين صارخة «سلمية.. ثورتنا سلمية»، مطالبين بالتغيير، لتخرج استخبارات النظام بالعصي الكهربائية المقدمة من قبل الاستخبارات الإيرانية، ممارسة القمع ضد المتظاهرين فسقط العديد من الجرحى والقتلى لتنتهي بذلك مرحلة السلمية وتبدأ مرحلة المواجهة العسكرية.


لقد فعل النظام المستحيل ليمنعهم من الوصول إلى ساحة العباسيين، لأنه يدرك أن وصولهم إلى تلك الساحة يعني سقوطه نهائيا، فهي الرمز وهي صلة الوصل بين المناطق والأحياء التي تتمركز فيها الكتل البشرية الدمشقية الأصلية. بعد ست سنوات وملايين من القتلى والجرحى ودمار المدن وحملات التطهير الطائفي، ها هي الحكاية تعود لنقطة البداية الشعب السوري مجددا في الكاراجات ويخطط للذهاب إلى ساحة العباسيين، وبالتالي إلى إسقاط النظام ولكن هذه المرة ليس النظام وحده، بل مشروع الملالي الإيراني برمته.

معركة دمشق في العباسيين، هي معركة إستراتيجية لأنها ستسقط مشروع التطهير الطائفي الذي تقوده إيران في دمشق فكل المسيرات الطائفية في شوارع دمشق ذهبت هباء، فالندابون لاذوا بالفرار والذين استقدموا للاستيطان مكان أهل الأرض الدمشقيين، عادوا أدراجهم إلى بلادهم ما إن تلقوا الأخبار الأولى لمعركة الكاراجات. هو السقوط الكامل للمشاريع الفتنوية. على جبهة النظام فإن المعركة رسمت له خريطة الطريق الواضحة والتي فيها خيار بين أمرين، الأول الذهاب إلى «جنيف 5» والقبول بالتسوية المبنية على قرارات الشرعية الدولية أو الثاني وهو السقوط في ساحة العباسيين بيد أبناء جوبر والقابون وداريا والغوطة والحميدية.