-A +A
يمثل الهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط مجلسي العموم واللوردات، وعلى جسر ويستمنستر في لندن بعد ظهر الأربعاء نموذجاً لنجاح التمارين والفرضيات التي تقوم بها جهات الإنقاذ من إسعاف، ودفاع مدني، ومتطوعين مدربين، للتدخل في مثل هذه الحالات. فقد جاءت استجابة خدمات الطوارئ للموقع في أقل من 10 دقائق. ومارس المنقذون أعمالهم في كل ما دربوا عليه، بما في ذلك إنقاذ سائحة رومانية وقعت في نهر التيمز من على جسر ويستمنستر. ولم يكن المسعفون المدربون وحدهم في مسرح الجريمة، فقد رأينا وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية النائب توبياس إيلوود يحاول إنقاذ الشرطي الذي قتله الإرهابي خالد مسعود أمام بوابة البرلمان.

صحيح أن الهجوم برمته أمر مؤسف ومؤلم، وأن وقوع ضحايا من جرائه أشد إيلاماً، خصوصاً أن بينهم أطفالاً فرنسيين، وعدداً من السياح، إذ إن المنطقة المستهدفة تعد أكبر معلم سياحي في لندن؛ بيد أن استجابة خدمات الطوارئ والإنقاذ في غضون دقائق وبكامل التجهيزات كانت وستظل مثار إعجاب. ومما يثير الفخر في المملكة أن الأجهزة المختصة دأبت منذ سنوات على إجراء فرضيات لهجمات إرهابية، وفرضيات إخلاء مطارات ومجمعات ومصانع، فيما تواصل الأجهزة الأمنية جهودها الجبارة للقضاء على آفة الإرهاب، وبسط الطمأنينة والأمن.