حسونة
حسونة
-A +A
وليد حسونة
نعلم أن جميع الدول الإسلامية لا تلزم أصحاب المحلات بالإغلاق أوقات الصلاة سوى في بلادنا، وهو أمر مستحدث في السبعينات الميلادية، ولم يكن مطبقا هذا الأمر من قبل، وقد يخفى عليكم أنه قبل العام ١٩٧٠م لم يكن في منطقة الحرمين إلزام بإغلاق المحلات وقت الصلاة، فقد كان هناك نوعان من الصلاة الأولى تسمى صلاة العُمان أي أصحاب المحلات يذهبون للصلاة دون إغلاق محلاتهم، التي يبقى بها الصبيان، الذين بدورهم يؤدون فروضهم بعد عودة العمان، وتسمى صلاة الصبيان.

ولم يرد ما يؤكد أن إقفال المحلات كان إلزاما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة ولا في عهد أي خلافة إسلامية، ولم يأتِ نص من القرآن أو السنة ينص على إغلاق المحلات سوى آية تخص صلاة الجمعة أما الأحاديث التي يستند إليها دعاة إغلاق المحلات وقت الصلاة فهي غير صحيحة، مع العلم جميع كبار علماء الأمة الإسلامية لم يفتوا بإغلاق المحلات وقت الصلاة وتعطيل مصالح الناس وإجبارهم على التوجه للمساجد بالقوة لأداء الصلاة، ولم يصدر أي مرسوم ملكي يأمر بإغلاق المحلات وقت الصلاة.


رغم أن الإلزام والإجبار على إغلاق المحلات وقت الصلاة يتنافى مع ما شرعه الله عز وجل في وقت دخول وخروج الصلاة إلا أن بعض الجهات متمسكة بإلزام المحلات بالإغلاق وقت الصلاة.

لذا أتمنى من الجهات المعنية أن تعيد النظر في هذه المسألة وإيجاد طرق توعوية أخرى غير الإجبار فهو مستحدث ولا أصل له، والأدلة على عدم جدواه تجمع بعض موظفي المحلات التجارية عند بوابتها يدخنون أو يأكلون والآخرون يتجولون في سياراتهم، عوضا عن وجود بعض الزبائن داخل المحلات وقت إغلاقها للصلاة ولا يسمح لهم بالخروج منها إلا بعد انتهاء الفرض، ما قد يتسبب في خسائر بشرية ومادية في حال حدوث أمر طارئ لا سمح الله، فهل هذا ما يريده ديننا؟ وما الرسالة التي ستصل لغير المسلمين في تلك الحالة عن ديننا الحنيف؟

waleed.h@hrc.com.sa