-A +A
محمد آل سلطان
@dr_maas1010

يساورني القلق كلما دعا العرب أنفسهم إلى مؤتمر قمة عربية ولذلك أدعو الله أن يكفي الشعوب العربية شر قممهم ومؤتمراتهم؛ لأنه تاريخياً ارتبطت الكوارث التي تحيق بالوطن العربي بعدد من القمم العربية فما إن ينعقد مؤتمر قمة عربية هنا أو هناك إلا وتعقبه بأشهر قليلة كارثة تهز أوتاد ما يسمى أو يدعى زوراً بالنظام العربي.. ولذلك فإن السنوات التي تنقطع فيها مؤتمرات القمم العربية ربما تكون أهدأ حالاً وأحسن عائداً على شعوب المنطقة من السنوات التي تعقب مؤتمرات القمم العربية..!


وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مقاطعة مصر كانت من قرارات ونتائج مؤتمر قمة بغداد 1978، كما أن احتلال بيروت ومذبحة صبرا وشاتيلا في حزيران 1982 تلت بأشهر قليلة مؤتمر القمة العربية في فاس نوفمبر 1981، وعلى الصعيد الشخصي كانت أول قمة عربية أشاهدها هي قمة بغداد في 1990 وبعدها بثلاثة أشهر أفاق العرب على الصدمة الكبرى باحتلال الكويت بحجة الوصول للقدس! وانعقد مؤتمر شرم الشيخ في 1 مارس 2003 فلم تمض ثلاثة أسابيع حتى انطلقت عملية الغزو الأمريكي للعراق واحتلال بغداد! وسعى الراحل معمر القذافي كثيراً لأن تكون ليبيا مركز القرار العربي فاستضاف قمة سرت في نهاية مارس 2010 فلم ينته العام إلا وقد دشن البوعزيزي في تونس شرارة الثورة والفوضى العربية التي امتدت بعرض وطول الوطن العربي! ثم عادت بغداد مرة أخرى لاستضافة قمة 2012 وأعقبها ظهور داعش والميليشيات الشيعية المتطرفة وإعلان قاسم سليماني أشبه بالمندوب السامي عن العراق!

لا يمكن لأحد أن يتفاءل بمؤتمر قمة عمان 2017 الذي سيعقد في نهاية هذا الأسبوع رغم الجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية للملمة الجراح إلا أنها لا تملك وسيلة إلى ذلك إلا بأسلوب «عفا الله عما سلف» وهي ذات الطريقة العربية التي أثبتت فشلها طوال أكثر من 50 عاماً! وما يجعل الأمور أكثر تعقيداً أن العرب الذين قاوموا كثيراً حضور غير العرب لاجتماعات القمم العربية وكان آخرها موقف الأمير الراحل سعود الفيصل حتى من مجرد قراءة رسالة روسيا إلى قادة القمة إلا أنهم رضخوا أخيراً ووضعوا مقعداً للمندوب الروسي مثله مثل ذات المقاعد التي تتحدث الفارسية والتركية والإنجليزية بلسان عربي مبين فلا حول ولا قوة إلا بالله..