-A +A
حمود أبو طالب
عاد الزميل والصديق الإعلامي علي العلياني ببرنامج جديد على قناة mbc اختار له اسماً مثيراً يتناسب مع إثارة العلياني الاحترافية الواعية المدروسة، هو «معالي المواطن». ولست هنا بغرض إطراء البرنامج أو مقدمه بسبب العلاقة الشخصية لأنه لا مجال لذلك في العمل الإعلامي على وجه الخصوص، لكونه لا يحتمل المجاملة، ولكون البرنامج لكل مشاهديه الذين لهم آراؤهم وأحكامهم المختلفة التي لا بد من احترامها ولا يجوز لأحد مصادرتها لحساب رأيه الخاص. وفي كل الأحوال ما زال البرنامج في بدايته وليس من الموضوعية الحكم عليه الآن رغم بدايته القوية المبشرة.

محور حديثنا هو هذا المواطن الذي أصبح فجأة بدرجة «معالي» في سابقة إعلامية غير معهودة، ونقصد به المواطن العادي البسيط، من غير ذوي الجاه والمال والحظوة والمنصب. المواطن الذي يمثل محور المواد والبرامج الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، التي تعرض همومه ومشاكله وآلامه وإحباطاته وخيباته بسبب كثير من التقصير في الجهات المناط بها خدمته. المواطن الذي وضعت الدولة «أصحاب المعالي» في وزارات وهيئات ومؤسسات من أجله لكنه لا يراهم سوى في شاشات التلفاز، ولا يسمعهم إلا من خلال تصريحاتهم التي لا تشفي غليل تطلعه للحصول على إجابات وافية لتساؤلاته وحلول شافية لمشاكله. المواطن الذي ينظر له المسؤول بفوقية ليصح عليه وصف صاحب «التعالي» وليس صاحب المعالي، رغم تشديد ولي الأمر الذي عين هذا المسؤول على ضرورة نزوله إلى الناس وتلمس مشاكلهم بكفاءة وأمانة وصدق وتواضع.


هذا المواطن البسيط الذي أصبح بدرجة معالي يمكن أن يكون فعلا كذلك، بل وأكبر وأهم من صاحب المعالي الحقيقي عندما توجد سلطة رابعة حقيقية وفاعلة ومؤثرة تتبنى قضاياه بشجاعة وشفافية، عندها سوف يحسب له المسؤول ألف حساب، وسيتبين له أن هذا المواطن الذي يستصغره بإمكانه إزاحته، وبالتالي هو صاحب معالي أكبر وأهم منه، وهذا هو الطبيعي الذي يحدث في دول العالم المتقدمة.

انتبهوا يا أصحاب المعالي لصاحب المعالي الجديد الذي جئتم إلى مناصبكم لخدمته: معالي المواطن.