الزميل الشاعر هاشم الجحدلي ملقياً نصوصه الشعرية في «ثقافة الباحة» أخيراً.
الزميل الشاعر هاشم الجحدلي ملقياً نصوصه الشعرية في «ثقافة الباحة» أخيراً.
-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_robai@

طربت قاعة جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة من الشعر والموسيقى الصادحين في فضاء ازدان باللوحات التشكيلية وتراصفت على جدرانه الصور الضوئية فاكتملت منظومة الجمال وتكاملت الفنون في أمسية لم تكن تحتمل أكثر من فتح نافذة القلب على مظان الفتنة وسحر البيان. جاء هاشم الجحدلي من ثول حاملاً إرث جيلٍ من المتعبين، ليتلو على العاشقين آياتٍ من سفر التأويل ويرتل عليهم حكاية مساء قديم. عندما جمعت صدفة بين (جيمين من جنة وجحيم) فمادت به الأرض واستغاث بالماء ليرمم بعض الرميم. ولم تغب المرأة إذ روى على الحاضرين أسطورة سيدة لا تعاد ولا تستعاد ولم ينخلق مثلها في البلاد. اليمامة واليم المليحة والملح الوحيدة والواحدة. امرأة لا شبيه لها.الهبوبُ العصي مدى لجدايلها..كي تطير..والأزرق المستحيل يكوّن أطرافها..ويكوّن سواحلها. فطوبى لها. تلك التي عتّقت روحه في دنان العرفان.( أم أمي وابنتي. وصنو أمواجي وأخت قصيدتي في كل آن. الأنوثة مثلما هطلت من سماء السماء. (دون زيف ولا ادعاء).


وكعادته اشتغل خالد قماش على المتقابلات اللفظية ليصنع منها عقداً جميلاً يطوق به جيد الباحة. (الشاعر الجرح والوّنه. يحسب فواتير أيامه. واللاعب الممتلي فله. متحققة كل أحلامه. والفرق ما بينهم فاضح. واحد تقدم بأفكاره. وواحد يفكّر بأقدامه). فيما كانت تجربة سعود الخزمري مدهشة باعتبارها أول أمسية له ونجح في أن يلفت الانتباه والإصغاء لنصه (إذا ما تطرب أسماح الحضور وترتقي بالذوق، بلاشي تنحسب لي من تعابيري ووجداني، وإذا ماني كذا وافي فانا في ذمتي محقوق. هذاني ما جحدت وبعدني مربوط بلساني). ولم يكن مساء الشعر ليكتمل دون مهارة وإبداع الفنان فيصل العمري إذ صاغ من أوتار قلبه وأضلاع زفراته معزوفات موسيقية تغنى من خلالها بالأم والأصدقاء والذكريات وصاحب الشعراء بتقاسيم خالدة أضفت على أمسية الجمعية رونقاً خاصاً وتناوباً حميماً أداره برشاقة الزميل صادق الشعلان. وثمن مدير الفرع علي البيضاني للشعراء والفنان اللمسات والهمسات المتسلقة سُلّم الجمال الموسيقي بتناغم وتفاعل حضور مفتتن بالمدهش.