-A +A
عهود مكرم (بون)
Makram_Ohoud@

يتساءل المراقبون للساحة الأوروبية حول ما إذا كان كابوس اليمين الشعبوي قد انزاح إلى حد ما بعد خسارة حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة السياسي الهولندي الشعبوي جيرت ويلدرز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في البلاد أخيرا؟ وهل أوروبا على مشارف دعم وحدتها التي تؤكد احترام مواطنيها وأديانهم لا سيما المسلمين منهم؟.. أسئلة عدة تسبق قمة روما لرؤساء الدول والحكومات الأوروبية التي تعقد اليوم (السبت)، بمناسبة مرور 60 عاما على توقيع المعاهدة الأوروبية التي أسفرت في النهاية عن توقيع اتفاقية ماستريخت، وإعلان الاتحاد الأوروبي، غير أن اجتماع روما سيتم وأوروبا لا تزال تتأرجح بين اليمين المتطرف والبريكسيت ومفاهيم العدالة الاجتماعية وأخرى تتنامى مطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي أو الحصول على قدر من الاستقلالية.


في ظل هذه التوجهات تبقى الساحة اليمينية المتشددة الشعبوية السحابة التي تخيم على مسار أوروبا المستقبلي وعلى احتفالية روما، فبعد هولندا تأتي انتخابات الرئاسة الفرنسية في نهاية أبريل القادم والتي تلعب فيها زعيمة الجبهة الوطنية المتشددة والمعادية للأجانب والمسلمين مارين لو بان دورا أساسيا إذ تتطلع لمقعد الرئاسة في الأيليزيه، وفي ضوء الاستعدادات الجارية لاحتفالية مرور 60 عاما على توقيع معاهدة أوروبا التي وقعت عليها الدول المؤسسة ألمانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وإيطاليا وهولندا يبقى التمسك بالأسس الأوروبية، مع تنامي التيارات اليمينية والأحزاب الشعبوية المعادية للإسلام والمهاجرين هو التحدي الأكبر في المرحلة القادمة.