الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترمب خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. (أرشيفية)
الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترمب خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. (أرشيفية)
-A +A
«عكاظ» (جدة)
OKAZ_online@

وصف تقرير نشره أمس (الجمعة) المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة بأنها كانت مثيرة وتاريخية، مشيرا إلى أن الفترة التي سبقت الزيارة كانت خصبة لوسائل الإعلام لتحليل المسار الجديد للعلاقات الأمريكية السعودية، بسبب المناخ الذي شابته درجة من عدم اليقين في شكل العلاقات مع الإدارة الأمريكية لسنوات قليلة سابقة.


وأوضح رئيس المجلس الدكتور جون دوك أنتوني في مقدمة التقرير المطول الذي صدر بعنوان «العلاقات الأمريكية السعودية تعود إلى طبيعتها القوية»، أن من بين الأسباب التي أدت إلى عدم اليقين أن الزيارة جاءت بعد أيام من فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إجراءات عقابية لمنع مواطني عدد من الدول الإسلامية من دخول أراضيها، إضافة إلى أن الزيارة جاءت في أعقاب الشكوك المستمرة حول تداعيات انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ منذ عام 2014، وما سيتم بذله من جانب كل طرف بشأن هذا التغير في سعر السلعة الإستراتيجية التي تحرك اقتصادات العالم، ودور المملكة كأكبر مصدر للنفط وزعيم أوبك في هذا الشأن.

وذكر أنتوني أن زيارة ولي ولي العهد واكبت العملية الجارية ضد تنظيم «داعش» في الموصل، وفي ظل استمرار التعاون العسكري مع المملكة التي تحارب المتمردين الحوثيين، واستمرار الدعم العسكري الأمريكي لها.

وأشار إلى أن طبيعة ومضمون ومدى التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية في مجال مكافحة الإرهاب لا يزال مرتفعًا في الضرورات الإستراتيجية الوطنية لاحتياجات البلدين وشواغلهما ومصالحهما، وهو ما يعتبر من أهم مجالات التعاون الحالي.

ورأى أنتوني أن الزيارة ينبغي أن تساعد في تخفيف التوتر، الذي لم يسبق له مثيل في علاقات البلدين خلال العام الماضي، لافتا إلى أن هناك عشرات المليارات من الدولارات التي تنفقها السعودية على شراء السلع والخدمات الأمريكية، وعشرات الآلاف من الطلاب السعوديين يدفعون مقابل تعليمهم في الجامعات الأمريكية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الأمريكيين الذين يستمدون سبل عيشهم من العمل في المملكة، مقابل عدم وجود عدد مماثل من السعوديين يأخذون المال من الولايات المتحدة، فضلا عن دعم المملكة القوي للدولار الأمريكي عبر اعتماده كأداة للتبادل في جميع معاملاتها الاقتصادية والمالية الدولية، وقد ساعدت فوائد ذلك بمفرده في استمرار النظام المصرفي النقدي الأمريكي في جميع أنحاء العالم بهذه القوة.

وأوضح أنتوني أن هذا ليس سوى عدد قليل من الفوائد الأمريكية الكبيرة والمفهومة بشكل سيئ في نفس الوقت والتي تنبثق من العلاقة الخاصة التي تربط بين الشعبين والتي تبلغ 80 عامًا، وبالتالي يجب أن تقوم العلاقة على التبادل المتكافئ، سواء على المدى القريب أو البعيد حتى تظل هذه العلاقة استثنائية.

وشدد أنتوني في نهاية التقرير على أن أحد مفاتيح متانة العلاقات الأمريكية السعودية هو أنها متعددة الأبعاد؛ حيث تواصل المملكة القيام بدور حيوي في تثبيت أسواق الطاقة الدولية، فيما تقدر الرياض الدور الفريد الذي تلعبه الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي الحفاظ على النظام السياسي الدولي. واعترفت إدارات الولايات المتحدة المتعاقبة بمكانة المملكة في العالمين الإسلامي والعالمي، كما ارتفع مستوى التجارة بين البلدين على مر السنين، حيث بلغ مجموعها 35 مليار دولار في عام 2016، وهناك أيضًا تبادلات ثقافية وتعليمية قوية، ولكن المصالح المتبادلة ليست سوى جزء من الصورة، فقد أوضح الزعماء الأمريكيون والسعوديون أنهم ليسوا ملتزمين فقط بتعزيز العلاقات الثنائية، بل يتفقون أيضًا على إيجاد أفضل الوسائل للقيام بذلك، وبعبارة أخرى، فإن البلدين يعولان بشكل كبير على استخدام فنون الدبلوماسية للقيام بذلك.