-A +A
حمود أبو طالب
كانت بريطانيا من أول الدول التي استقبلت أفواج اللاجئين إليها الذين اختلط بينهم الباحث عن الحياة الكريمة، الذي يود العيش بسلام ويحترم البلد الذي استضافه ويدين له بالجميل ويحمل له الوفاء باحترام أنظمته وقوانينه، ولكن أيضا هناك من وصل إليها هاربا من بلده وطريداً للقانون بسبب أفكاره الشيطانية وممارساته المتطرفة وتأليبه المجتمعات على حكوماتها وتعاونه مع المنظمات الإرهابية المطلوبة للعدالة الدولية.

لم تهتم بريطانيا بمحاولة فرز اللاجئين إليها من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، ولم تتعامل معهم بما يستوجبه خطرها. حلّ فيها المتطرفون من جماعة الإخوان والتكفيريين الجهاديين، والخارجون على القانون المتآمرون على شرعية بلدانهم كالمسعري والفقيه وغيرهما، أصبحت بريطانيا مرتعاً خصبا لكل المارقين، وكل ذلك بما يضمنه القانون البريطاني المتسامح جداً وديموقراطية وستمنستر العريقة. لكن هذه الديموقراطية التي جعلت المتطرفين في بعض الأوقات يغلقون الشوارع ويعبثون بالنظام من أجل رفع شعاراتهم تحت حماية البوليس وبكفالة القانون، هذه الديموقراطية هي التي تم الاعتداء عليها مؤخرا في معقلها وبصورة همجية تستهدف رمزيتها وتأريخها العريق.


هذه الوحوش البدائية ركبت موجة المظلومية في بلدانها وادعاء اضطهادها ففتحت بلدان الغرب أبوابها واستقبلتهم بكل أوبئتهم الفكرية فحلوا هناك وأفسدوا أجيالا من أبنائها باستعدائهم على أوطانهم وإقناعهم بتخريبها، وهي الأوطان التي احتضنتهم وأعطتهم الحياة الكريمة بكل مقوماتها.

هؤلاء الفاسدون فكريا وأخلاقيا لا يقيمون حرمة لمكان ولا لإنسان، لا يعرفون غير التربص والغدر، ولا بد أن تلفظهم بلدان العالم ليواجهوا مصيرهم المظلم لوحدهم.