-A +A
عبدالله عمر خياط
.. أحسب بل وأكاد أجزم أن الأمانة بمحافظة جدة مسؤولة إلى حد كبير عن الحوادث المرورية لإحداثها تعديلات بالطرق الرئيسية وقفل بعضها دون فتح طريق بديل، كما هو المعمول به في العالم، يضاف إلى ذلك السرعة المتهورة والمخالفات المتعددة.

فلقد أصبحت الحوادث المرورية تمثل هاجساً وقلقاً لكافة الأسر في مجتمعنا السعودي، فهناك من فقد عائله الوحيد، أو ابنه، أو قريباً له. وهو ما استهدفه العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات المناسبة ووضعها حيز التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية. ولن يتأتى ذلك إلا بقيام المواطن والمقيم بالتعاون مع رجال المرور الذين يجهدون أنفسهم بالعمل طوال النهار والليل من أجل راحتنا.


بيد أن أهل الخبرة عزوا تفاقم مشكلة المرور إلى بساطة التصميمات الهندسية التي تم تنفيذها. بوجود فتحات الدوران والارتدادات تحت الجسور أو فوق الأنفاق قبل إشارة المرور في التقاطع بمسافات قليلة تفقد كفاءتها في تحرير حركة المركبات، وكذلك تضييق الفتحات وقصرها لمرور مركبة واحدة فقط، وهو ما يتسبب في تزاحم المركبات خلفها وتكدس السيارات حتى تصل الاختناقات إلى المسارات الرئيسة في الطرق وتعطل الشارع بأكمله.

هذا بخلاف ما نراه في شوارعنا من قيادة للسيارات بسرعة متهورة بدون ربط حزام الأمان والسير على الطريق العام كالبهلوانات، واللف والدوران والرد على مكالمات الجوالات وكتابة الرسائل أثناء القيادة سبب رئيسي لزيادة نسبة الحوادث القاتلة يوميًا لعدم التزام الكثيرين بقواعد وأنظمة المرور.

.. وبمناسبة اسبوع المرور الخليجي 2017 والذي جاء هذا العام تحت شعار «حياتك أمانة» طالعتنا «عكاظ» الغراء بتاريخ 14/‏6/‏1438هـ تحت عنوان: ((«حياتك أمانة» ينطلق وسط إحصاءات رسمية مرعبة)) جاء فيه:

وسط إحصاءات رسمية تشير إلى أن أكثر من نصف مليون حادثة مرورية تقع سنويا في المملكة، انطلقت في مختلف المناطق فعاليات أسبوع المرور الخليجي 2017 هذا العام تحت شعار«حياتك أمانة».

وتتضمن الفعاليات نشر الوعي والثقافة المرورية للحد من المخالفات، ومعالجة السلوكيات المرورية الخاطئة، وتعزيز الجوانب الإيجابية، وتوعية أفراد المجتمع بمخاطر الحوادث المرورية وبث الرسائل المرورية، بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والأهلية.

وتشير الإحصاءات إلى أن الحوادث المرورية في المملكة تتسبب سنويا في 7000 حالة وفاة، وأكثر من 40 ألف إصابة، شغل 30% من أسرة المستشفيات، وخسائر مادية تقدر بـ20 مليارا. وأكدت تقارير ميدانية أن 60% من الحوادث وقعت نتيجة استخدام الجوال أثناء القيادة.

يا رجال الأمانة ساعدونا على الحد من حوادث المرور. ويا رجال المرور أوقفوا أي متهور أو مخالف فإن أرواح الجميع غالية وبالذات عليكم.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة الأحزاب: { إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}