-A +A
سعيد السريحي
لم يكن ينقص القمة العربية التي تنعقد في الأردن تعقيدا إلا أن يزج الأمين العام لجامعة الدول العربية ببند في جدول أعمالها يتحدث عن «انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية» وكأنما ليس لدى القادة العرب من القضايا سوى هذه القضية التي تحيط بها الملابسات وتختلط فيها الأوراق حتى يغدو استبعاد تركيا من الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة الإرهابي توسيعا لتدخل إيران في شؤون المنطقة حينا وتكريسا للتدخل الروسي حينا آخر.

لقد كان الأجدر بمن زجوا بذلك البند أن يراجعوا مفهوم سيادة العراق وكذلك سوريا على أراضي الدولتين بعد أن أصبحت كلتا الدولتين ميدانا للفوضى ومضمارا لتسابق جيوش الدول المختلفة ومأوى للجماعات المتطرفة تقيم عليها دولتها وتنظم من داخلها خطط الدمار التي يسقط ضحاياها في شرق العالم وغربه.


وإذا كان من حق العراق وكذلك سوريا أن يطالب كلا البلدين بالسيادة على أراضيه ومن واجب العرب جميعا أن يقفوا إلى جانب البلدين في هذه المطالبة فإن الواجب كان يقتضي أن يناقش العرب الانتهاكات التي يتعرض لها البلدان معا والمتمثلة، على سبيل المثال، في التدخل الإيراني الفاضح وتدخل الجماعات التي تتحرك بأوامر من طهران كحزب البعث وغيره من الأحزاب المذهبية التي لا تقاتل من أجل العراق بل لتوسيع وتدعيم الأطماع الإيرانية في المنطقة.

القمة العربية المنعقدة في الأردن قمة مصيرية والزج بمثل هذا البند الذي يخدم أجندات خاصة في جدول أعمالها تهديد لها بالفشل أو توسيع دائرة الخلاف بين الدول العربية وتفويت فرصة نادرة يناقش فيها الزعماء العرب ما بات يتهدد الشعوب العربية من تحديات تتسع دوائرها وآثارها عاما بعد عام.