-A +A
سعيد السريحي
لم تكن جامعة جازان تحتفي بطلابها المتخرجين فحسب في حفل التخرج الذي شهده جمهور غفير من أولياء أمور الطلبة ومواطني المنطقة وضيوف الحفل وأساتذة الجامعة والطلاب الذين تخرجوا والذين ينتظرون يومهم الذي يتخرجون فيه، لم تكن جامعة جازان تحتفي بعشرة آلاف طالب وطالبة ممن أكملوا تعليمهم الجامعي أو تعليمهم العالي فحسب وإنما كانت الجامعة تحتفي بالمنطقة إنسانا وثقافة احتفاء عبر عنه ذلك الحفل بما تضمنه من فقرات ابتدأت بمسيرة الخريجين وانتهت باللوحات الغنائية التي استثمرت الثراء المدهش للإيقاعات التي يتميز بها تراث المنطقة واستثمرت في الوقت نفسه إمكانات إنسان المنطقة كاتبا للكلمات أو ملحنا لتلك اللوحات الغنائية أو مؤديا للرقصات أو متغنيا بالكلمات أو مشرفا على ذلك العمل كله.

كانت الجامعة التي تنتمي انتماء عضويا للمنطقة التي تأسست فيها تدرك ثراء تلك المنطقة وإمكانات أهلها فاستفادت من ذلك الثراء وتلك الإمكانات لتقديم حفل يضاف إلى رصيدها من النجاح الذي توجت به تخريج أولئك الخريجين.


كانت المساحة بين برج الجامعة وشاطئ البحر مضمارا للفرح الذي لم تحجبه التحفظات التي لا تزال تشوب احتفالات بعض الجامعات التي لا تزال تقدم رجلا وتؤخر أخرى تخوفا ممن يرون في الفرح خروجا عن وقار الجامعات حتى تحولت حفلات تخرج الطلاب في تلك الجامعات إلى خطب مكررة مملة يمكن لها أن تعبر عن أي شيء إلا أن تكون معبرة عن الفرح.

كانت جامعة جازان وهي تحتفي بالدفعة الثانية عشرة من طلابها تؤكد للمرة الثانية عشرة على أن النجاح الحقيقي للجامعة إنما هو قدرتها على استثمار إمكانات المنطقة التي تحمل اسمها وتكريس قيم الفن والجمال التي تتسم بها تلك المنطقة.