خادم الحرمين لدى وصوله إلى مقر القمة والملك عبدالله الثاني مرحبا به.
خادم الحرمين لدى وصوله إلى مقر القمة والملك عبدالله الثاني مرحبا به.
الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الأردن. (تصوير: بندر الجلعود)
الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الأردن. (تصوير: بندر الجلعود)
-A +A
«عكاظ» (عمّان)
okaz_online@

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس وفد المملكة للقمة العربية أن إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصلاحها وتطويرها أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها.


وقال في كلمته في جلسة العمل الأولى للقمة العربية التي انطلقت أمس (الأربعاء) في عمًان:

«يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا، والسعي لإيجاد حل لها»، لافتاً إلى أن أخطر ما يواجه أمتنا التطرف والإرهاب، داعيا إلى تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل.

وشدد الملك سلمان على ضرورة إيجاد حل للأزمتين السورية واليمنية، بما يحافظ على وحدة البلدين وينهي معاناة الشعبين، فيما دعا الإخوة في ليبيا إلى نبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة، ويحافظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية.

وأشار إلى أن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكاً واضحاً لقواعد القانون الدولي، وسيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار. ودعا إلى تفعيل القرارات العربية الهادفة إلى تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك.

وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله

صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين

ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رئيس الدورة الحالية للقمة العربية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير لجلالتكم وللحكومة والشعب الأردني الشقيق لاستضافة هذه القمة مشيداً بدقة الترتيب وحسن التنظيم.

كما أتوجه بالشكر للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، بقيادة فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، على ما بذلته من جهود كبيرة خلال رئاستها للقمة السابقة.

والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكافة العاملين بالجامعة.

جلالة الملك..

الحضور الكرام..

يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا.

والسعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

أيها الإخوة..

ما زال الشعب السوري الشقيق يتعرض للقتل والتشريد، مما يتطلب إيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة، ويحافظ على وحدة سورية، ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254).

وفي الشأن اليمني، فإننا نؤكد على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره.

وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، كما ندعو إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.

وفي ما يخص ليبيا، نرى أن على الإخوة في ليبيا العمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة.

الإخوة الحضور..

إن من أخطر ما تواجهه أمتنا العربية التطرف والإرهاب الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل.

كما أن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكاً واضحاً لقواعد القانون الدولي، وسيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار.

أيها الإخوة..

تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبرى لقضايا التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ومن المهم تفعيل كافة القرارات التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي.

أيها الإخوة..

إن إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصلاحها وتطويرها أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها.

وفي الختام أرجو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا العربية، وأن تكلل أعمال قمتنا بالنجاح والتوفيق.

وكانت القمة العربية قد انطلقت أمس في منطقة البحر الميت بالأردن. وقبيل بدء أعمال المؤتمر التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة الدول العربية ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية للقمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، محذرا من أن العالم العربي يواجه تحديات ومخاطر وتهديدات وأوضاعا إنسانية بالغة التعقيد وتنامي تيارات التطرف والعنف، داعيا إلى توحيد الجهود لمواجهتها.

ومن ثم تسلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، رئاسة القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين، وقال في كلمته إن «أمامنا اليوم تحديات مصيرية لدولنا وشعوبنا وأمتنا، ومن أهمها خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربي ومستقبلهم، وواجبنا أن نعمل معاً على تحصينهم دينيا وفكريا».