-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
سؤال يدور في بالي كثيراً حول انتهاء مدة صلاحية الإنسان، وهو تعريف الغرض منه لفت النظر إلى أن هذه المادة قد أصبحت غير صالحة للأكل والشرب. هذا فيما يتعلق بالأكل والشرب الذي نتناوله دائما. فهل هذا التاريخ كذلك ينهي مدة صلاحية البشر يا ترى؟. وهل هذا يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يكون في عطاء دائم طالما أنه يتمتع بصحة جيدة وفي كامل قدرته العقلية والذهنية وأنه يمتلك في جعبته خبرة طويلة يستشار بها. وفي حالة تكريس الذهن حول شيء معين لمدة طويلة بنشاط واجتهاد يعقبها نوع من الملل تجاه هذا الشخص أو الشيء فيتسرب الملل إلى قلبه وتتوقف الحياة على فكرة واحدة لا تتغير. المؤشرات فيها تقول إن هذا الشخص الذي تتعامل معه لا جدوى منه. فتتبلد المشاعر نحوه وتنتهي الحياة على أن كل المؤشرات تقول إن الإنسان هذا غير قادر على العطاء لهذا المخلوق حتى لو حاول الطرف الآخر إيجاد الحلول؛ فالمحاولات نتيجتها هي «منتهي الصلاحية» حسب تاريخ الصلاحية المكتوب على جبين الإنسان. الذي نعرفه أن المشاعر الإنسانية تتوقف عند حد معين ولا ينكر ذلك عاقل. حول اجتهادات وعطاءت الإنسان تجاه الشيء الذي يشعر بأنه أفنى نفسه في خدمته ربما يكون هذا الشيء عملا وربما يكون عمل خير وفق قول الله جل وعلا: «ولا تنسوا الفضل بينكم». الآية. وقد يكون مع صديق تشعر بالولاء له وتجزم بأنه لم ير منك إلا خيرا، فتتغير مشاعرك تجاهه أضعف الإيمان وللتقريب. قد يشعر البعض أنه أفنى نفسه في خدمة المنتدى هذا وفجأة يجد مشاعره تتبلد ويسري الملل في أعماقه. يا ترى هل هي مشاعر مختلطة تتبلد بسببها نفسية الإنسان وحين يشعر بالملل وأنه لن يجني من الشوك العنب أم هي تأتي تلقائية؟ هي مجموعة أفكار راودتني أطلقت لقلمي العنان وأحببت أن أستعرضها وسأترك لأقلام القراء الكرام حرية التعبير وإثراء الموضوع. فالإنسان ليس طعاما ولا جهازا ولا دواء ولا جمادا عليه تاريخ محدد من هيئات ذات مسؤولية تضع مدة تنتهي صلاحيته. الإنسان خلق بكرم من الله لم يهبه لمخلوق غير بني آدم. فكرم الله لا يعلوه من كرم لا يمحيه من العطاء إلا من وهبه الكرم. لا تنتهي صلاحية البشر ما دامت عقولهم تعمل. ليس كل من نظر إليك وابتسم دليلا على أنه يحبك، فبعض الناس حقدهم في ابتسامتهم. هذا جزء من فلسفة كانت برأسي قد لا تعجب البعض ولكن تواريخ الانتهاء دائما ما كانت تلفت انتباهي فأصبحت أرى ما يراه البعض بالاتقاء وفراق انتهاء فترات صلاحية فهي تعني ابتداء اهتمام أشخاص وانتهاء اهتمام بأشخاص آخرين. وهي بلا أسباب ظاهرة إنما ما تميل إليه النفوس أو تتعرض له الأجيال. لماذا يتحجج البعض بالظروف؟ وآخرون بمشاغل الحياة؟ إن كانت العلاقات الإنسانية صادقة ووفية فهي حتما سوف تكون صامدة تقاوم كل رياح التغيير، قوية أمام تيارات الحياة ولكن الواقع يشهد خلاف هذه النظرية، فهناك صداقات وعلاقات شرعية حكم عليها بتاريخ انتهاء غير مدرج وكأنها كتب على جبينها تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها. لا أدري هـل نحن في زمن طغت فيه المادة والمصالح والأطماع بحيث أصبحت تحكم علاقاتنا مع الآخرين بتاريخ إنتاج وتاريخ انتهاء؟. فالحياة تخط لنا بزهو أن من معك اليوم يرحل عنك غدا.

للتواصل: فاكس: 0126721108