-A +A
خالد السليمان
K_Alsuliman@

قبل سنوات عديدة لبيت دعوة قائد إحدى طائرات الخطوط السعودية لحضور الإقلاع داخل كابينة القيادة عند توقفها للتزود بالوقود في مطار «شانون» الآيرلندي متجهة إلى نيويورك، لكن «الكابتن» كاد يجن داخل قمرة القيادة لأن موظفي المطار لم يقوموا بسحب خرطوم الركاب المتصل بباب الطائرة، وعبثا كان يبلغهم عبر الجهاز اللاسلكي بأنه سيفقد إذن الهبوط في التوقيت المحدد له في مطار كيندي، وهو ما حدث بالفعل حيث أدى ذلك لتأخير الإقلاع ساعتين !


في تلك اللحظات كان الركاب الممتعضون يصبون لعناتهم على شركة الطيران دون أن يدركوا السبب الحقيقي للتأخير، فقد خسر كثيرون منهم فرص اللحاق برحلات مواصلة وأصيب برنامج سفرهم بإرباك شديد، وكل ذلك لأن موظفا مهملا في إدارة المطار تقاعس في تحريك الخرطوم لتقلع الطائرة في موعدها المحدد !

تذكرت القصة وأنا أقرأ خبرا عن عجز طائرة ركاب تابعة للخطوط السعودية في مطار جدة عن إنزال ركابها لأنها لم تجد مكانا شاغرا للوقوف، وهو سبب غير مقبول بسبب ما يترتب عليه من عناء للمسافرين وتعطيل لمصالحهم، ويسبب إرباكا لجدول رحلات وعمليات شركة الطيران مما يسبب لها خسائر غير مبررة !

للأسف تتحمل إدارة المطار مثل هذا الخطأ، وقد تبرره بأن المطار يتحمل فوق طاقته التشغيلية، أما بيان الطيران المدني الذي يشير لعدم وجود تنسيق مع الخطوط السعودية فتفسير غريب وغير مقبول، ويعني أن الطيران المدني لا يسيطر على حركة الطيران !

كما أن هذا لا يعفي هيئة الطيران المدني من تحمل مسؤولية التخطيط البعيد المدى لحاجة حركة الطيران في المطارات الرئيسية وإنهاء مشروعي مطار جدة الجديد وتوسعة مطار الرياض في وقت مناسب لمواجهة ضغط حركة المطارات مع تشغيل شركات الطيران السعودية الأخرى بكامل طاقتها !