-A +A
عبده خال
العالم يعيش رهينة للإرهاب والمخدرات.. ويمكن مواجهة الإرهاب بصوره المختلفة كونه فعلا إجراميا يقوم على التواجد الظاهري خصوصا أثناء تأدية العملية الإجرامية الإرهابية، أما المخدرات فهي الطريق الناعم الذي يوهم المتعاطين أنهم على بساط سحري، وأن فعلهم يسلك طريق (الوناسة)، وأن التعاطي يعد فعلا سليما ومع هذا الوهم هناك حقيقة ساطعة أن المخدر يحدث الدمار نفسه الذي يحدثه الإرهاب بل يكون أكثر تغلغلا في التدمير.

وفي الحالتين يكون العقاب الرادع الصارم هو الحل الأمثل لتقليل النسب وتجفيف البؤر وقطف رؤوس الساعين لذلك الخراب خصوصا إذا تمادت الأطراف الفاعلة للإرهاب أو التعاطي.


وقد أصدرت وزارة الداخلية بيانا ليوم الأربعاء في تنفيذ حكم القتل تعزيراً بمتلقي كمية كبيرة من حبوب الإمفيتامين المحظورة في الرياض، والقتل هو الحل الأمثل لإحداث هزة فعلية تمكن المروجين والمتعاطين في التفكر والبحث عن طريق للعودة من ذلك الضياع والخراب النفسي والعقلي.

وحضور العقاب وتعميم نشره بين المواطنين قد يكون أكثر أثرا لإحداث اليقظة عند الشباب من أجل الإقلاع عن تعاطي المخدرات، وهذه الآفة الفعلية أصبح العالم يتوجس خيفة من انتشارها بين أفراد هذا المجتمع أو ذاك..

ومع اتساع شرائح المتعاطين للمخدرات تزداد الأنواع الأكثر فتكا بالفرد، ومهما ازدادت الجهات الرقابية أو الضابطة أو المعالجة فإن مكافحة المخدرات بحاجة لدخول عناصر في تلك المكافحة كالأسرة والمدرسة والمستشفيات والصيدليات والأفراد أنفسهم.. فمن الملاحظ ارتفاع أعداد المتعاطين واكتساب شرائح عمرية صغيرة بإدخالهم إلى هذا الفرن... ومع كل ازدياد تزداد الخطورة أكثر، وربما يتم سحب شرائح من أجل التعاطي من خلال حجة أن هذا دواء كما يحدث مع كثير من المخدرات، والإمفيتامين يستعمل كدواء بمعدل حبة واحدة أسبوعياً، ولما لهذا الدواء من طاقة جاذبة يضطر المستخدم له إلى زيادة الجرعة التي تؤدي في النهاية إلى الموت.

وأعتقد أن هذا السبب وقف خلف قرار وزارة الداخلية بتنفيذ حكم القتل تعزيرا لمن يتلقى كميات كبيرة من حبوب الإمفيتامين.

وعندما أطالب بدخول عناصر جديدة لمواجهة الترويج والتعاطي ليس من خلال الطرق المتبعة القديمة وإنما من خلال إيجاد أدوار فعليه يتم تحديد كل دور منها وإعطاء هذه العناصر الجديدة (الأسر والمستشفيات والصيدليات إلخ) نطاقا أعم وأشمل في المعالجة وأقصد بالمعالجة هنا الوقاية بحيث يحصلون على دعم في تنفيذ أدوارهم الوقائية.