-A +A
عزيزة المانع
من المتوقع أن يكون حديث الناس خلال الأيام القادمة عن المدينة الترفيهية التي أعلن قبل أيام عن عزم المملكة على بنائها العام القادم في منطقة القدية القريبة من الرياض.

وما يجعل الناس ينشغلون بالحديث عن هذا المشروع الترفيهي هو ما ذكر من مواصفات له تجعله مشروعا بالغ الضخامة، فحسب ما تناقلته الأخبار من المتوقع أن يضم هذا المشروع عددا كبيرا ومتنوعا من النشاطات الترفيهية مثل الرياضات المائية والهوائية والبرية، وكذلك إقامة فرع لمدينة الملاهي المشهورة (سيكس فلاقز)، ومنطقة سفاري كبرى ومضمار سباق للسيارات، إلى جانب إقامة فنادق ومطاعم وأسواق وغيرها من المرافق التي تخدم حاجات المتنزهين.


ومشروع كهذا لا يعد مشروعا كبيرا للترفيه فحسب، وإنما أيضا موردا اقتصاديا سخيا متى تحقق له النجاح، ومن ثم يتوقع أن يكون رافدا رئيسيا للاقتصاد المحلي ومصدر فرص عمل جديدة لشبابنا الباحثين عن العمل، ما لم تخطفها منهم اليد العاملة الأجنبية.

لكن هذا المشروع مثله مثل أي مشروع آخر، تواجهه بعض التحديات، ووجه التحدي هنا، ليس في المدة الزمنية القصيرة التي حددت لإنجاز المرحلة الأولى منه، المقدرة بأربعة أعوام فحسب، وإنما أيضا هناك التحدي الأكبر وهو تحقيق النجاح لهذه المدينة التي ستقام في منطقة تقع ما بين مدينة الرياض ومحافظتي المزاحمية وضرما، وفي هذه المنطقة ترتفع درجة الحرارة في فصل الصيف لتصل أحيانا خمسين درجة مئوية وربما أكثر، فأي سائح يمكنه أن يجد متعة في قضاء أيام راحته في مثل هذه الدرجة؟

هذا التحدي الكبير يعني مواجهته بأحد أمرين: إما إغلاق المدينة وتوقف نشاطها خلال شهور الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة بما لا يطاق، كما تفعل بعض الدول التي تنخفض فيها كثيرا درجة البرودة أثناء فصل الشتاء فتغلق بعض أنشطتها الترفيهية لتعذر ممارستها أثناء ذلك الفصل. وإما أن تصمم لتكون مدينة داخلية مغلقة مكيفة الهواء وهو ما يزيد في التكلفة الإنشائية إضافة إلى استهلاك مزيد من الطاقة.

ولا أدري لماذا اختيرت هذه المنطقة الحارة بالذات، رغم أن هناك مناطق في المملكة تعتدل فيها درجة الحرارة صيفا نوعا ما، مثل الطائف أو الباحة أو الشفا أو غيرها من المناطق القريبة منها؟

إضافة إلى أن إقامة هذا المشروع الضخم قريبا من الرياض سيكون عاملا في زيادة الازدحام فيها. وهناك محافظات كثيرة في المملكة تكاد تكون شبه خالية، والحياة فيها راكدة لذا هي أولى بأن توجه إليها مثل هذه المشاريع لبث الحركة والحيوية فيها.