-A +A
عبدالله عمر خياط
حرام – وأيم الله – حرام أن يأكل بعض الناس أموال الآخرين بالباطل كالذي يجمع الأموال من الناس بدعوى توظيفها لهم بما يحقق أرباحاً تشبه الخيال ثم ينهبها بغير حق.

والمؤسف أن الكثير من عامة الناس، وحتى الإعلام خدعوا لما أغراهم به الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، وذلك بعدما صُرف لهم من أرباح في العام الأول والعام الثاني ما يعدل 50% من إيداعاتهم.


ومن وسائل الخداع أن المخادعين استطاعوا أن يضموا إلى القائمة مشاهير وأصحاب مراكز، وعلماء من الوافدين مما دفع العامة للاقتداء بهم ودفع ما يملكون بهدف استثمارها فذهب الربح مع رأس المال.

والعجيب أن الأوائل ممن مارسوا الخداع مضى عليهم أكثر من خمسين عاماً وعلى رأسهم رجل أعمال في مكة.

سألت الشيخ السيد سابق - رحمه الله - وهو صاحب المؤلف الشهير «فقه السنة» كيف خُدعت يا شيخنا؟ فقال: ما كنت أحسب أن الخداع يأتي من ناس يصلون الفروض والتراويح معنا ويؤتون الزكاة مع مطلع أول ليلة من رمضان لآخر ليلة منه.

وسألت مسؤولاً كان يشغل مركزاً أمنياً هاماً تقاعد من عشرين عاماً: كيف وقعت في الشباك؟ فقال: سبحة في يده وصيام يومي الاثنين والخميس، وكذا صيام الأيام البيض، فكيف لا تريدني أن أُخدع.

تذكرت بعض ما وعته الذاكرة من قضايا المخادعين الذين ارتضوا السجن على إعادة الحقوق لأصحابها بعد أن طالعت على صفحات «عكاظ» بتاريخ 8/7/1438هـ خبراً عنوانه:

(5 أيام مهلة لمستثمر مساهمات لتسديد شيكات بـ 25 مليونا) جاء فيه: «سبق أن أعلنت المحكمة في إعلان بالصحف عن جلسة للمستثمر العقاري للنظر في دعوى شيكات بدون رصيد بمبالغ 25 مليون ريال لسيدة أعمال لتعذر إبلاغه، ونشرت بتاريخ 6/7/1438هـ إعلانا جديدا لتنفيذ أوامر قضائية عليه بالقوة الجبرية لتعذر إبلاغه.

وكان قاضي التنفيذ قد خاطب مؤسسة النقد العربي للكشف عن أي أرصدة للمتهم للحجز عليها إلا أنه تبين أن أعلى رصيد له لا يتجاوز سبعة ريالات قبل فراره إلى خارج السعودية حتى تم القبض عليه.

وكانت الشرطة الدولية (الإنتربول) قبل نحو خمس سنوات ألقت القبض على المستثمر العقاري عقب هروبه من دعاوى نصب واحتيال، من خلال مساهمات عقارية نفذها في السعودية ودول خليجية، فضلا عن تحريره شيكات بدون رصيد».

.. وأنا لا أملك إلا أن أذكر بما صح عن أبي عبدِ اللهِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ» رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة البقرة: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

aokhayat@yahoo.com