-A +A
عبير الفوزان
بعض الصحف الورقية أو الإلكترونية تخفق أحيانا في الأسلوب عند وضع عناوينها، مما يجعل الموضوع الذي نشرته، مهما كان وطنيا وتنمويا ضخما، عرضة للتندر.

واحد من مشاريع صندوق الاستثمارات العامة، «مشروع القدية» في العاصمة الرياض، حيث يعد من أهم مشاريع التنمية الاقتصادية شاء من شاء وأبى من أبى. مثل هذه المشاريع العملاقة ليست متاحة ليبتهج (س) من الناس، إنها مشاريع اقتصادية وثقافية للأجيال القادمة.. أجيال تبني نفسها بنفسها، لا تتحدث في الاستراحات عن أزمة السكن، لأنها وصلت لمرحلة من الوعي بما تحتاجه من مرافق. ولا تعاني من بطالة حقيقية أو مقنعة، لأن ما تملكه من مخزون معرفي مطلوب لبناء المرحلة القادمة.


كثيرون يراهنون على الجيل القادم، وعلى إنسان هذا الوطن الذي سينحت في الصخر مثلما نحتت عوامل التعرية الجبال المحيطة بالقدية، وسيصل إلى العالمية، مثل قيل إن «منطقة القدية» هي حافة العالم.

التندر من عنوان وضعته إحدى الصحف الإلكترونية بأن السعوديين مبتهجون بمشروع القدية. يجعلك أمام إعلام يستجدي اهتمام شريحة لا تهتم إلا بما تأكل، وتسكن وتلبس فقط.

مع الأسف.. هناك شريحة كبرى من السعوديين لا تبتهج بالتنمية، بل تحاربها بشتى الوسائل تارة بالتندر والسخرية، وتارة بالتظلم، والتاريخ خير شاهد عليهم لا لهم، فالزمن يتبدل، وتتبدل معه أعذارهم وأسبابهم لرفضها، فمن دينية بحتة إلى دنيوية أنانية.. لكن التنمية تسير واللاهثون خلف مشاكلهم الحياتية البسيطة ما زالوا يجأرون، فهم لا يستطيعون حلها ولا التكيّف مع أوضاعهم المادية.

السعوديون.. الوطنيون.. الذين يحبون وطنهم والأجيال القادمة بلا شك سيبتهجون بكل مشاريع التنمية سواء كانت مشاريع ترفيهية وسياحية، أو مشاريع حيوية في مختلف القطاعات.

abeeralfowzan@hotmail.com