-A +A
حمود أبو طالب
مرة أخرى، بل مرات، نعود ونذكّر بما قالته المملكة العربية السعودية ذات يوم على لسان الملك عبدالله رحمه الله عندما أكد أنه إذا لم تبدأ دول العالم، والكبرى منها بالذات، بمحاربة الإرهاب حرباً جادة، وتجفيف منابعه ومحاصرة تنظيماته وكوادره، فإنه لا أحد في مأمن منه، وسوف يصل إلى أوروبا وأمريكا، وقد حدث ذلك بعد وقت قصير من ذلك الوقت، وحدث بعنف ومن خلال سيناريو متتابع طال معظم العواصم الكبرى في أوروبا ولامس بحريقه أمريكا أكثر من مرة.

المملكة التي تضررت كثيراً من الحوادث الإرهابية أخذت على عاتقها تنبيه العالم من خطره، ودون مبالغة نجزم بأنها تفوقت في محاصرته، ولا أدل على ذلك من شهادة الآخرين، فعندما تقول رئيسة الوزراء البريطانية إن المملكة أنقذت الكثير من مواطنيها وعندما تسلم ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وسام تقدير أمريكياً في مكافحة الإرهاب فإن هذا يمثل أكبر وأصدق شهادة للمملكة، تدحض الكلام الذي ما فتئت بعض الجهات المغرضة تردده عن علاقة المملكة بالإرهاب، وهي تعرف أنها تكذب وتحاول الهروب إلى الأمام بتجاهل المواقف المتخاذلة لدول كبرى كانت في مقدمها أمريكا الأوبامية التي احتضنت رعاة الإرهاب الرسمي وغضت النظر عن أبشع التنظيمات الإرهابية.


وقد تبنت المملكة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعمته في وقت سابق بمبلغ كبير ودعت دول العالم للمشاركة فيه، ولكن لأن العالم لم يأخذ هذه المشروع الهام مأخذ الجد هاهو الإرهاب يسرح ويمرح ويقوض الأمن في كثير من الدول ويهدده في دول أخرى.