عقلة الصقور تعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية. (عكاظ)
عقلة الصقور تعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية. (عكاظ)
عبدالله البيضاني
عبدالله البيضاني
-A +A
عثمان الشلاش (عقلة الصقور)
31othman@

ترقية عقلة الصقور (220 كيلومترا غربي بريدة) من مركز إداري إلى «محافظة» قبل نحو أربعة أعوام، لم يواكبها أي تطور، فلا تزال البلدة التي تميزت بموقعها الاستراتيجي في منتصف طريق القصيم ــ المدينة المنورة، تعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية الأساسية.


ويستغرب الأهالي التجاهل الذي تجده محافظتهم من الوزارات المختلفة، إذ وصفوا مستشفاهم بـ«المشلول»، لافتقاده للكوادر والأجهزة الأساسية، ما أجبرهم على السفر للعلاج في مستشفى الرس العام قاطعين 280 كيلومترا ذهابا وإيابا، رغم آلام المرض وخطورة الطريق.

وانتقدوا ضعف الخدمات البلدية، معربين عن استيائهم من تشتت أسواق الخضار واللحوم في أرجاء البلدة، مطالبين بجمعها في موقع واحد، لتسهل مراقبتها وتنظيمها وحتى توفر أعمالا للشباب.

وتذمروا من العزلة التي فرضت عليهم نتيجة ضعف شبكة النت، ما صعب عليهم متابعة معاملاتهم الإلكترونية اليومية، مشددين على أهمية معالجة المشكلة التي أدخلتهم في حلقة مفرغة من المعاناة.

واتفق أصحاب الورش على أن موقع الصناعية الجديد (جنوبي المحافظة) غير مناسب لوقوعه بين جبلين على مجرى الوادي، متمنين بحث موقع آخر يسهل الوصول إليه ويتمتع بالحد الأدني من المعايير المطلوبة.

ونبه الأهالي إلى اعتداء المقاولين على جبل قطن السياحي (شمال شرقي المحافظة) وتفتيت صخوره لاستخدامها في البناء، مؤكدين على البلدية وهيئة السياحة بالتدخل سريعا لحمايته من العبث.

شكا وافي الحربي حالة الشتات التي تعاني منها أسواق الخضار واللحوم، مشيرا إلى أنها متفرقة في محافظة عقلة الصقور، مع أن التوجهات تدعو إلى تركيزها في مكان واحد لخلق التنافس وفتح مجالات للشباب السعودي للعمل.

ورأى أن مركزية أسواق الخضار واللحوم تسهل مراقبتها وتنظيمها، لافتا إلى أن فرحة الأهالي ببناء البلدية سوقا للخضار واللحوم وتوزيع القرعة على البائعين منذ ما يزيد على عام لم تكتمل، بعد أن تعثر الافتتاح، وبدأ العمر الافتراضي للمبنى يتناقص في ظل الإهمال وغياب الصيانة، وتحوله إلى مرتع للحيوانات والكلاب الضالة.

وشدد وافي الحربي على ضرورة الاهتمام بالسوق الشعبي في عقلة الصقور؛ لأنه من المعالم الاجتماعية والتجارية، ويجتمع فيه الأهالي من المحافظات والمراكز القريبة في مكان وزمان واحد.

وبين أن السوق الشعبي يبدأ من شروق الشمس حتى الغروب من كل يوم ثلاثاء في وسط المحافظة، ملمحا إلى أن ما يفسد المعلم ضيق المكان، وعدم توافر وسائل السلامة والمرافق الحيوية، ومواقف واضحة للسيارات مما يتسبب في اختناقات مرورية مستمرة رغم وجود دوريات الأمن والمرور لتنظيم الدخول والخروج.

واستغرب الحربي إنشاء البلدية سوقا شعبية جديدة خارج أسوار المدينة، في مساحة محدودة، ولم تفتتحها حتى الآن، لافتا إلى أن الأهالي يتساءلون عن الجدوى من افتتاح سوق ضيقة في ظل النمو السكاني والعمراني الذي تشهده عقلة الصقور.

وتذمر سامي الحربي من النقص الحاد الذي يعانيه مستشفى عقلة الصقور في الكوادر والأجهزة، من أهمها غياب العناية المركزة وأخصائي التخدير وبنك الدم وقسم الأنف والحنجرة والجلديات والعيون وعدم تفعيل قسم الأسنان كما يجب.

واعتبر الحربي مستشفى عقلة الصقور مصابا بالشلل، إذ لم يحظ بأي تطوير منذ تأسيسه، رغم وجود مساحة كبيرة في الجهة الشرقية منه، بالإمكان الاستفادة منها في توسعته، ليتمكن من خدمة المحافظة وأكثر من 40 مركزا وهجرة.

وأشار إلى أن افتقاد المستشفى للمختبر، يجبر المرضى والمراجعين على التوجه إلى مستشفى الرس العام قاطعين 280 كيلومترا ذهابا وإيابا.

وانتقد خالد غازي ضعف الإنترنت بمحافظة عقلة الصقور، ما ضاعف من معاناتهم، خصوصا أن جميع المعاملات اليومية باتت تنجز إلكترونيا، وهو توجه الدوائر الحكومية حاليا، لافتا إلى أن مخاطباتهم المتكررة مع الشركات المشغلة لم تجد نفعا.

وطالب بوقفة صادقة من أصحاب القرار لحل هذه المعضلة التي يعانون منها منذ سنوات ومحاسبة المقصرين.

ونقل إبراهيم الوهبي استياء أصحاب الورش من مكان المشروع الجديد للمنطقة الصناعية الذي بني منذُ سنوات جنوبي المحافظة بـ10 كيلومترات بين جبلين وعلى مجرى الأودية والسيول وعلى طريق ناءٍ وغير حيوي. وأفاد الوهبي أن أصحاب الورش اتفقوا على أن المكان الجديد للمنطقة الصناعية مخصص في الأصل لطمر النفايات وغير صالح بيئياً وتجارياً، مشيرا إلى أنهم لا يعارضون تنظيم الورش الصناعية ونقلها بعيدا عن المساكن، ولكن ليس بالتنظيم الحالي. واقترحوا أن تكون على طريق القصيم والمحلاني شرقاً أو على طريق ذوقان غرباً.

وحذر سالم الحربي من اعتداء المقاولين على جبال قطن (شمال شرقي عقلة الصقور) التي تعتبر وجهة سياحية ومتنزها بريا للمنطقة، مشددا على أهمية أن تتحرك البلدية لحماية الجبال التي ينحتها مقاولو البناء للحصول على الحجارة. وقال: «كنا نترقب أن تتحرك هيئة السياحة والبلدية لحماية المتنزه البري، ومحاسبة المقاول جراء الأعمال التخريبية للطبيعة والبيئة وتعويض المنطقة بمرافق خدمية يستفيد منها سكان جبال قطن ومرتادوها».

واقترح لافي غنيمان الاستفادة من مبنى البلدية القديم وتحويله إلى مجمع للدوائر الحكومية، ليستوعب مقرات الجوازات والضمان الاجتماعي والعمل ومكتب لتمثيل الغرفة التجارية والأحوال المدنية وغيرها من الخدمات الحكومية المهمة.

البلدية: مشاريع خدمية بـ 38 مليونا ً

أعلن المتحدث الرسمي باسم بلدية عقلة الصقور ومدير إدارة العلاقات العامة عبدالله بن صنهات البيضاني الانتهاء من المشاريع ذات الأولية، مثل سفلتة بعض شوارع المحافظة والمراكز التابعة لها مع إعادة تأهل وترميم المتهالك منها واستكمال تأهيل المدخل الشرقي للمحافظة والإنارة، بكلفة 38 مليون ريال خلال السنوات الثلاث الماضية. وبين البيضاني أنه جرى إنشاء مبنى بلدية محافظة عقلة الصقور الجديد بـ14 مليون ريال، وسوق للخضار للخضار واللحوم بثلاثة ملايين و450 ألف ريال، وسوق شعبية بمليوني ريال، إضافة إلى إنشاء المسلخ آلي بمحافظة عقلة الصقور، وتأهيل أحياء السكنة بمليون و550 ألف ريال، وتسوير مقابر بالمراكز بمليون و100 ألف ريال. وبين أن البلدية أنشأت عددا من الملاعب للشباب بأربعة ملايين ريال، وتأهيل متنزه قطن البرى بثلاثة ملايين ريال، لافتا إلى الانتهاء من إنشاء خمسة مكاتب للخدمات البلدية فى مراكز النقرة، الحسونة، الطرفة، الغربة، المحنى، عرفجان ساحوق، لتلبية احتياجات الأهالي في أسرع وقت.