-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
التكبر كلمة نسمعها ونرددها كثيرا، لكن هل نعرف معناها الحقيقي. هل نحن مدركون جميع جوانب هذه الكلمة أم أننا نرددها بدون حتى أدنى إدراك. فلنتعرف معا على هذه الصفة. هل هي شموخ أم مقبرة لصاحبها تمنعه من رؤية الحقيقة. التكبر هي حالة شخص يكبر في عيني نفسه، ويريد بالأكثر أن يكبر في أعين الناس. التكبر هو تلك الأنا التائهة في غرورها التي ترى عظمة لذات جوفاء إلا من خواء لا يصدر سوى صوت مزعج. التكبرغرور أحمق يستغرق المرء ويجعله يرى نفسه كبيرا فوق كل الأشياء رائعا رغم روحه المشوهة بتكبره. التكبر سيكون مقبرة لصاحبه إذا تمادى فيه ووصل إلى مرحلة تضخم للذات بأن يرى الشخص بأنه هو الأعلم وهو الأجمل وهو دوما على صواب والبقية مجرد جهلة لا يفقهون من أمور حياتهم شيئا. فيبدأ في انتقاص الآخرين وازدرائهم وشيئا فشيئا يبتعد عنه الناس وينفرون منه. ويبدأ بالتقوقع على نفسه ويضيق محيطه إلى أن يصل لمرحلة النسيان. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما، قذفته فى النار. في مجتمعنا اليوم مصدر التكبر عند أغلبية المتكبرين هو الكرسي أي المنصب مهما كان صغيرا أم كبيرا. أما المال كمصدر للتكبر فنسبته قليلة في مجتمعنا، إذ إن الأغنياء قلال والفقراء كثار. لذلك نجد أن أكثرية المتكبرين في أوساطنا يستغلون كراسيهم للتكبر على من هم وضعوا في الكرسي لخدمتهم لا للتكبر عليهم من علو كراسيهم. قال تعالى: (ولا تمشِ في الأرضِ مرحا إِنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا). الآية. أما التواضع فهي صفة أصبحت نادرة في مجتمعنا، إذ من الممكن أن يجد الإنسان اليورانيوم المخصب في مجتمعنا ولكن قد لا يجد التواضع من ندرته بيننا. التواضع على نوعين التواضع المحمود: وهو تواضع المرء لله وترك التطاول على عباده والتواضع المذموم وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه. فمن التواضع المحمود أن يتواضع العبد لله رب العالمين بأن يأتي بالطاعات المأمور بها من غير إعجاب بفعله، ولا رياء فيه، وأن يتواضع لدين خالقه ومولاه بالانقياد لما جاء به الرسول والاستسلام له، وذلك لا يكون إلا بثلاثة أمور الأولى ألا يعارض شيئا مما جاء به الرسول بأي شيء من المعارضات والثانية ألا يتهم دليلا من أدلة الدين بالنقص أو القصور أو أن غيره كان أولى منه، ومتى عرض له شيء من ذلك فليتهم فهمه كما قال الشاعر: وكم من عائب قولا صحيحا، وآفته من الفهم السقيم، ولكن تأخذ الأذهان منه، على قدر الحوائج والفهوم. والثالث ألا يجد إلى خلاف النص سبيلا لا بباطنه ولا بظاهره، ولا بلسانه ولا بفعله. ولقد أحسن من قال: ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا، فكم تحتها قوم هم منك أرفع، فإن كنت في عز وخير ومنعة، فكم مات من قوم هم منك أمنع. اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقى وجهك الكريم.

للتواصل (( فاكس 0126721108 ))