المفاهيم الخاطئة عن القيادة

إن التطوير الذي نسعى إليه دائماً في مملكتنا الحبيبة، لن يتأتى إلا مع وجود قائد ناجح في كل موقع من مواقع العمل، ولكن -مع الأسف- أن الكثيرين لديهم أفكار مغلوطة وسلبية عن الإدارة، وخصوصا في التعامل مع المرؤوسين، ويتصورون بأن قوة الشخصية تأتي من الغلظة في التعامل مع المرؤوسين وتوبيخهم باستمرار عن أي خطأ يقعون فيه، فالمدير الذي يتعامل مع مرؤوسيه على هذا النحو هو بالتأكيد شخصية منفرة، وإن نجح بهذه الطريقة في تسيير العمل، فإن تبعات الإكراه سوف تنطبع على العمل في نهاية الأمر، بل أن مدى نجاح الشخص في الإدارة يتعلق بمدى حب مرؤوسيه له، فالمدير هو الذي يشيع جوا من العمل في أجواء تسودها الحب والمودة بين العاملين، وهو الذي يتصدى لأي مشكلة ويتواجد باستمرار في مواقع العمل حتى يتمكن من تقييم الأمور على أرض الواقع، فالأمور لا يمكن أن تدار من خلال الغرف المغلقة فقط.

إنك لن تجد مديرا ناجحا ذا شخصية ضعيفة، فالقائد الناجح ليس بمدى إتقانه فقط للمهارات الفنية للعمل، بل بتمتعه بالمهارات الشخصية للإدارة.

من الواجب على المدير أن يقضي فترات أطول لإنجاز مهام العمل، ولا يمكنه أن يجبر المرؤوسين على العمل بالمثل، لأنه في حالة الإجبار سوف يشعرون بالتعvب ولن يتم إنجاز العمل على النحو السليم، فيجب أن يشعر المرؤوس أنه فعل ذلك نابعا من مدى حبه للعمل وارتياحه للإدارة.

ولا يغني ذلك عن كونه حازما وغير متردد في اتخاذ القرار، فهو فهو يؤيد الرأي الصائب بعيدا عن الأشخاص، ويظهر دائما في مظهر الملتزم الذي يحترم القوانين، ويفكر دائما في الحاضر والمستقبل، لا أن يترك المستقبل للحاضر أو الحاضر للمستقبل!.

* مهندس

sbakolka@saudiairlines.com