-A +A
حمود أبو طالب
شاب سعودي من الناشطين البارزين في موقع «تويتر»، مقبل على الحياة ويحبها بجمالياتها ومنابع الفرح فيها، واسع الثقافة وخالٍ من العقد، متزن في طرحه ومؤدب في أسلوبه، ينصح الشعب «التويتري» أن يختاروا من الأصدقاء الذين يحبون السفر وأكل السمك وموسيقى الجاز والسينما، حسابه ممتع جدا للمتابع باختياراته المنتقاة بوعي وذوق وإبداعاته الفلسفية والساخرة والعميقة في معناها ومغزاها.

«عبعزيز» وهذا اسمه في «تويتر»، كان نجم الموقع خلال الأيام الثلاثة الماضية نتيجة فكرة في منتهى الإنسانية طرحها ببساطة شديدة، لكنها بساطة مدروسة ومنتقاة تلامس الداخل الإنساني في متلقيها وتجعله يستجيب لها بشكل عفوي. أراد عبعزيز أن يقوم بعمل أخلاقي وواجب إنساني لعمال النظافة الذين يشتغلون بين الغبار وتحت الشمس في ظروف شاقة، كتب عبعزيز تغريدة خاطب بها أحد مطاعم الشاورما قائلا: كم رتويت علشان تعطونا ١٠٠ ساندوتش نوزعها على عمال النظافة في الشارع؟. وربما بخلاف ما يتوقع ونتوقع استجاب المطعم سريعا، لكن المفاجأة الحقيقية هي تفاعل عدد كبير من المطاعم والمؤسسات والأفراد والشركات بشكل منهمر طوال نهاية الأسبوع بتبرعات لا حصر لها من كل صنف، حولت «تويتر» إلى منصة إنسانية بامتياز، وجعلت عبعزيز أجمل محتسب في الموقع.


ما الذي أريد قوله؟. الحقيقة لا شيء محددا لأن مشاعري مختلطة بالسعادة الغامرة والأمل والثقة في مجتمع نبيل وفي شريحة من الشباب المتعلق بالقيم الإنسانية الناصعة رغم كل رداءات هذا الزمن، يمثلهم عبعزيز وأمثاله. مثل هذا العمل هو الاحتساب الحقيقي الذي يباركه الله ويرضى عنه ويهب الأجر والثواب لأصحابه.