-A +A
عبير الفوزان
مع رؤية 2030 اختلفت الرؤى، حيث أصبحت (2030) رمزا لكل رؤية خلاقة تقال في مجلس عائلي أو اجتماع مهني. لكن عندما يفتح أحدهم الأدراج القديمة.. والقديمة جدا ليُقلب في الملفات التي علاها الغبار، ثم يقرأ منها لجمهور سبقه بزمن.. هنا «آن لأبي حنيفة أن يمد كراعينه».

عضوة شورى فاتها القطار وهو غير آسف عليها- طبعا ليس قطار الزواج، بل قطار الرؤى- ومع ذلك تنشر إحدى الصحف التي يفترض أن تتبنى الرؤى الخلاقة رؤيتها أو ثرثرتها المخجلة حول قيادة المرأة للسيارة التي يُنتظر فيها قرار حكيم، سيحسب لاحقا للسيدات عضوات الشورى اللاتي طرحن تلك التوصية في عام 2013م.


السيدة عضوة الشورى (المستجدة) تحدثت في حوار صحفي حول قيادة المرأة للسيارة في السعودية، وقالت إنها تعد ترفا لا ضرورة. في حقيقة الأمر لا أعرف كيف تكون القيادة في شكلها العام ترفا! يبدو أن هذه العضوة تطالع إعلانات السيارات الفارهة التي تُنشر في الصفحتين الأولى والأخيرة من الصحف المحلية، والتي تستخدم كلمات مثل (ترف وشغف) لتسويق مركباتها كسلع رفاهية لا مواصلات عادية.. كما يبدو أن هذه العضوة لا تعرف أن هناك سيارات كفاف لا يوجد فيها ايرباق، ويفتح زجاجها يدويا، والجير عادي وليس أوتوماتيكا.. وكرسي الحديقة أكثر راحة من مقاعدها.. فأين هو الترف؟!

هل على المرأة في السعودية أن تمشي حافية القدمين على الأسفلت في حرارة تصل إلى الخمسين درجة مئوية، أو تستقدم سائقا خاصا لتنتفي عنها الحياة المترفة، أو تأخذ سيارة أجرة.. هذا إذا كان الترف تهمة في بلد كالمملكة العربية السعودية تتبنى رؤية خلاقة؟!

من العار أن تكون أستاذا جامعيا، وعضوا في مجلس الشورى ولا تعرف أن تنتقي مفرداتك التي ستحسب عليك يوما.. لذا أنصح المستجدات حتى لو كان حرف الدال يسبق أسماءهن عدم التعاطي مع الصحافة، حتى لو بدا الصحفي جاهلا في طرحه.. لأن الصحيفة سيقرأها الجميع بوعى وترف أيضا.

abeeralfowzan@hotmail.com